في محيط الشرق البائس/ الشاعر اسحاق عثمان

 




في مُحيط الشَّرقِ البائِس

هَبَّت رِيحُ قَمْعٍ عاتِيَة

زَحَفَ مَوجُ المُتَوَسِّطِ مِن الأطلَسيِّ السَّائِس ..

لِيَكون خَجَلُ الخَليجِ النَّاعِس - إلّا مَن رَحِمَ رَبّي - 

مَحضُ رِياء و/أو هُراء

غزة #_وغزاة


مِن صَباحِ عَريشٍ يابِس

فَاقَت مِن أَنَفٍ ومِن أُنُفٍ*

گسْرَةُ عَينِ العِزَّة ( ِ )

نَهَضَت ..

لِلبَراثِنِ والآجِنِ* نَفَضَت

ما بَين العَزم والتَّجَلِّي ؛

بِـ إِيقاعٍ العِشْقِ صَعَدَت

على سُلَّمِ الانْتِشاء


فَوقَ جَفْنٍ ، بـِ كُلِّ وَقار

گ نَصل

على عَرشِ جُلَّنَار 

اِسْتَوَت بِاسْتِرخاء

فَأَصبَحَت على ذاتِ العَينِ فَتحَة ( َ )

وتَوَّجَت دُونَما كِبرياء

حَتَّى أَمْسَت بِنْتُ الظَّبْيَة ( عَزَّة )*

سَبَقَتْها شَامَةُ حُسْنٍ

أو لِلدُّرِّ تَؤَامَةٌ ،، تُضِيء گ نَجْمَة

ذَرَفَتها الأقدارُ دَمْعَة

هِيَ مِن القُوَّةِ نُقطَة ( . )

تُنهي جُملَة ضَعفٍ ..

وتُواسي عَزاء


وبِلا زَهوٍ .. بَلْ بِفَخرٍ

طَوَّقَت زُنَّارَها شَدَّة (  ّ  )

فَـ جَاءت تُدافِعُ بِأَسْنَانِها

فَوقَما الزَّاء ؛

بِكُلِّ مَوضِعٍ تَواضَعَت بِهِ ،، (عِزَّة ، عَزَّة )

يُداهِمُهُ ويُهَدِّدُهُ الاهتِزازُ ..

گ أَنَّها لِلثَّباتِ سَدَّة !

فَگانَت غَزَّة ؛

بِوَجهِ الاقْصاءِ 

تَذودُ ،، بِانْتِماء


وغَزَّة الآن ...

تَرتَدي الشُّموخَ وعِزَّة النَّفسِ رِداء

تَقبِضُ على جَمرِ الغَضا مِن جُــفاء

تَرتَقي بِكُلِّ روحٍ تَسمو إلى العَلياء

تَخلَعُ عَينَ الغَاصِبِ والخَائِنِ بِإِبـاء


نَذَرَت نَفْسَها ..

لِحَبَّةِ رَمْلٍ 

تَحتَ أَقْدامِ الرَّبِّ ؛

رَشَفَت مِن المَوجِ الهَادِرِ مـــَــــــاء

لِبَراءَةِ طِفْلٍ 

تَحتَ وَبيلِ النَّارِ  ؛

نَزَفَت مِن الخَوفِ والارتِعاشِ

على وِسادَةِ الحُلمِ 

وأُرجوحَةِ المَصيرِ ،، دِمـــــــَـــــــاء


وَحيدَة ؛

تَدفُنُ الصُّراخَ 

والجُوعَ والقَهر وما رَشَحَ مِن بُگاء


بِالعَفافِ والطُّهْرِ ؛

تَدخُلُ عِندَ اللَّهِ قُربانًا

وتَخرُجُ ..

بِالعَفْوِ والمُعَافاةِ لِأَرضٍ ،،

تُجَدِّدُ العِصْمَةَ كُلَّمَا تَجَدَّدَ الابْتِلاــء


تَغْتَسِلُ بِالطَّلِّ والأَنينِ وفَجرِ الرُّوح

والإِزْرِقاقُ يُنَاكِفُ البَرقَ ؛

يَعُبُّ الشَّفَقَ .. يُنَاهِضُ الغَسَقَ

يَدحَضُ الاشْفاقَ 

وگأَنَّ البَحرَ ،،، لِلوَجَعِ إِنــــــَــــــــاء


تَعجِنُ مِن الصَّبْرِ طِين الحِكْمَة

تُضِيءُ الشَّمعَ وتَمضي

تُطلِقُ المِسْگ ،،، مِن عَبَقِ الشُّـهَداء


تَمُدُّ يَدَ الگرامَةِ والمُروءَة

قابِسٍ ومَقْبَس

تُصافِحُ مَن يُحسِن الوَصلَ والأَداء


تُناغي لَثْغَة الرُّضَّعِ

بِحُروفِ اسْمِها ؛

لِيَسْهُلَ النُّطقَ بِهِ بِأَوَّلِ الأسْمـــَـــاء


تُدَافِعُ عُواء  ...    مِن خـــــَـــــواء

تُداوي الهَواء ...   مِن وَبـــــَـــــــاء


بِفارِغِ صَبْرٍ ولَهْفِ اشْتياق ..

تُواعِدُ أنْوَاءَ الرَّجاء ؛

بِوَعدِ لِقــــــــــــــــــــَــــــــــــــــــــاء

وإِن طَـــالَ وَعَد السَّمَـــاء ،،

وضَاقَ رَجــــــــــــــــَــــــــــــــــــــاء

لِأَنَّها لِلأَمَلِ والوَفاء ؛

عِصَامُ الإِنـــــــــــــــــَـــــــــــــــــــاء*


                                                            

                                                            


                                                             

                                                             #إسحاق_عثمان


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


* مِن أُنُفٍ : مِن جَديد

* الآجِن   : الآسِن

* عَزَّة.     : بِنتُ الظَّبية

* عِصَامُ الإِناء : عُرْوَتُهُ يُعَلَّقُ بِهَا


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Commentaires

Articles les plus consultés