حكايه _جريدة/الشاعر محمد سعيد الحمام
#حكاية_جريدة
تناولت جريدتي
والريح تداعب
صفحاتي
كريشةِ تدغدغها
برفقٍ وانسيابِ
تنثر المقالاتِ
والعباراتِ
باحثا لاهثا عن
شيء يستهويني
ويروي عطشي
تذكرت قهوتي
ارتشفتها لذَّةً
واضعا شفتي
على محراب الفنجانِ
وكأني أداعب الشفتينِ
مغمض العينينِ
ريحها شق أنفي
غَيَّبَ عقلي
دخلت مزارَ مدينتي
أرجعني لأول السطر
عَبْرَ عنوانٍ
على ناصيةِ العمودِِ
أستحضرت كلَّ
المعاني
والمعنى واحد أنا
في تطوانِ
نسائمها كسجادٍ
سحري وهودجٍ
بنمارقَ مصفوفة
الراكبِ
حملني عبر الآفاقِ
في تخوم السحاب
رمقتُ غرناطة
بحدائقها الغناءِ
حتما أنا بالأندلسِ
نظمت قريضا
ابتسم زريابُ ملوحا
في يده قرطاسا
والأخرى تعزف على
الوترِ
اتخذتُ متكأ
والدمع في المقلِ
ضيعنا الأندلسَ
ولازال أثر الأجدادِ
باديا على النخيلِ
وابتسامة نافورةَ
قصرِ الحمراءِ
وسِقالةَ شامخةً
للترميمِ
بجنَّةِ العريفِ أنموذجا
للتأريخِ
محفورةً بالسعف
منقوشة على الروابي
وطاحونةَ الماءِ
حتى قسماتُ أهلها
بها بصمة من عمروها
وآخر جدَّتهم بها
لوثة الأعمامِ
ذكَّريهم ياقلعة
جورمازَ بالفتوحاتِ
انهمر الدمع حسرةً
تناولت جريدتي
والريح تداعب
صفحاتي
كريشةِ تدغدغها
برفقٍ وانسيابِ
تنثر المقالاتِ
والعباراتِ
أخبرتني أني أهذي
بحرارة الشمسِّ
لازلت بتطوانَ
فقط العنوانَ
أثَّرَ وقرعَ جرسَ
الذكرياتِ
عدتُ لقهوتي
وجدتها والنَّحلُ
استعمر حافة
الكأسِ
هي تطوان بنت
غرناطةَ بالمغربِ
كان العنوانَ الأبرزِ
نظم : محمد سعيد الحمام
Commentaires
Enregistrer un commentaire