تشرين وشيء من احلام ذلك العمر / الأديب أنس الشرايبي

 




تشرين.....وشيء من أحلام ذلك العمر ....................................................................................................... تقول الحكاية إن هناك عاشقا ظل وفيا لتشرين حد أنه كتب ما يزيد عن ألف قصيدة كإهداء لخطيبته، والتي ما كان يدري أن اقدار رياح تشرين ستذهب بها إلى حيث لا يدري ليعلن ابن زمنه وفاءه لذاكرتها محولا جهد البحث عنها بين المحطات إلى كلمات تنسيه وجع الانتظار. كما فصل مضى ليترك بدواخله أعاصير الأسئلة وعشقا مضى به حد التطرف..

مثله كنا ونحن نسأل أنفسنا عن تلك الأيام التي مضت، عن فصل مر بنا كانه برهة من الزمن، ليتركنا على مسافة من أسئلتنا، من أوهامنا التي عتقنا تفاصيلها في حقائب العمر، مراهنين على منطق الفصول، على أشياء أخذت جزءا منا لتترك لنا بضع لحظات مسروقة من الزمن، أو أخرى احتفظنا بصورها لنبقي على ذاكرتها وسط دواليبنا، معاطفنا، كما أشيائنا التي كنا نتأمل صمتها بلهفة من يحتسب زمنا عابرا في انتظار قادم الفصول.

عام إذا مضى على تشرين الذي كان، بأحلام تحققت، أو أخرى لم تزل مجرد أحرف كتبت ذات دفتر ذكريات، أو حتى نقشا على جدران انتظار.بذكرياته التي عتقنا تفاصيلها ضمن صناديقنا المغبرة، أو دهاليزنا التي أخفينا بها أشياءنا الأخرى، أو حتى صورا تعود بنا إلى حيث كان لنا أول موعد مع تشرين. لذا؛ نظل ككل موسم نفتتح صفحة من تشرين، محملين بشيء من أسئلة ذلك العمر، باستفهامات طالما أغلق عليها كثيرنا دون أن يتعثر بأجوبتها رغم تضاد الفصول.

وها نحن، بعد مطبات تلك الأحلام الصغيرة، نسأل أنفسنا عن حقائب أحلامنا الأخرى، عن قصص توقفت بنا لتترك لنا نقاط الحيرة، عن معاطف احتفظت بعطر لقاء كان، أو عناقا ازهرت معه قلوبنا، دون أن ندري بكلفة لحظات ستجدنا على حافة أشياء باغتنا بها القدر.

في تشرين أرحل ومعي بضع حقائب فارغة من الأحلام- يقول كاتب. لربما كان يدري يوم كتب كلماته تلك وسط قصيدة، بروزنامة اوهام تتساقط بتساقط آخر أوراق الخريف، ببقايا أزهار يحدث أن تذبل في انتظار أشياء لا مواقيت لعودتها، ولا عابرا يملك فك أسرارها، و التي ما فتئت تثير حواس عشاق الفصول، كما شعراء على مدى عمر.

هو ذا تشرين كالذي يأتي محملا بعواصفه تلك، يفتح أمامنا دفاتر ظلت مغلقة لعمر، يعبث بنوافذنا، بذاكرتنا التي لم نزل نحتفظ ببعض من اوراقها، يجلسنا للحظة إلى شرفة مفتوحة ليلقي أمامنا بجزء من أوراقه الأخيرة، يضعنا أمام لحظة عايشنا تفاصيلها ونحن ننظر إلى عداد يومياتنا الأخرى، ليمضي بقاطرة اوهامنا صوب جادة حلم، أو ذكرى كالتي لم نزل نكتبها على صفحات محملين بشيء من ثقل مواسم كانت شاهدا على تساقط أحلامنا، على زجاج انكسر في لحظة، أو حتى قطرة مطر أوقفتنا قبل زمن على حافة الهواجس، أو حتى في محطة انتظار.....

Commentaires

Articles les plus consultés