قراءة موجزة في نص الأديب (حسين الباز) الأديب باسم الفضلي
مداخلتي المتضمنة قراءة موجزة لنص الاديب المغربي "حسين الباز" ، ومشروعية احتجاجه على جلالة ( السياف الناقد) :
_النص "سقوط رأس السنة"
..سقطت ورقة من شجرة على وريقات، قبل السقوط وبعده تمايلت كالفراشات، أيام هي من العمر تسير مع الرياح، مقوسة رقابنا ترقب عداد الأشجار، تحسم الفصول خريفها، تختار من بين الوريقات ورقة العام الجديد والقديم، كل عام ونحن ننتظر، لم يغير قوس قزح من ألوانه، ولا الشمس طلعت من المغيب، لم يأت الدجال بعماه السحري، ولا خرج المسيح ليقول للنصارى: اتبعوا دين محمد!
كل عام ورقابنا مقوسة إلى أعلى عل السماء تمطر حلا، كلما التفتنا فصلا وجدنا أعناقا اقتطفت فصلا فصلا!!!...
توجه الكاميرا إلى قاعة الألعاب حيث صارت رقاب وريقات الأشجار فوق الطاولات، اربح... اربح..! ويمضي العام فنجد ما تبقى من رصيد كرامتنا غير... اخسر... اخسر..! وتبعثر الوريقات أعواما وتتناثر الهتافات، لكن هذه المرة تحت رحمة البورصات.. من يزود أكثر؟ زد اربح..!
يسأل - شارون بوش - هل التقى بالمسيح ليسأله بدوره عن أحوال موسى فيجيبه بالنفي ويعلن إشارة البدء، ونبتسم نحن له.. أين نصيبنا من الربح هذا العام!؟...
...رقاب!... رقاب تزرع رقابا لتحصد رشاشات، رقاب تدفن وأخرى أمام الكاميرات، ويمضي عام تلو عام، ونحن لازلنا في ذواتنا، ينبغي أن نتعلم فن العدو كيما نجني الميداليات، ونتسلق الكرة وتفوزنا المياريات، وأن يكون لنا قاعات ليس للجلوس وإنما للركض خلف الحضارات، العدو لا بد أن يكون ساريا في دمنا، للعدو مزايا أهمهما التعود على النفس الطويل وعدم المبالاة!!!
...ها نحن نصعد عامنا هذا منصات التتويج! تتبعنا الكاميرات كالتي بثت البارحة مشاهد صبرا وشاتيلا، هي بعينها تابعت سقوط مركز التجارة العالمي، وتابعت فرار صدام حتى حفرته، وصورتنا ونحن نؤجل المؤتمرات...
ينبغي أن نكون كالناس نتقن فن الإبتسام والسلام،.وإلا فاتنا العام!
كل عام ونحن نبتسم لهذا العام، أما آن الأوان كي نبكي قليلا، فللبكاء مزايا أيضا يستغلها الناس في أفلام الدراما، من يدري فلربما نفوز بجائزة الأوسكار هذا العام؟ أو لسنا نموت من أجل أن نصعد فوق الأخشاب؟ كل وخشبته، فهناك من يصعد فوقها بكفنه، وآخر تتبعه التصفيقات، وهناك من توصله إلى الضفة الأخرى، وآخر تبلعه الموجات، أعوام هي موجات..موجات هي كاميرات..كاميرات هي عيون المجتمعات!!!
...ينبغي أن نلبس البدل هذا العام كي يرانا الناس نحتفل بالورد والعنب، وأزقتنا التي نظفها لنا الناس تبقى نظيفة، والأضواء التي يشعلها ويطفئها الناس لنا سوف تكون آيلة للإحتفالات، وإلا فلماذا قدمنا ملفاتنا لتجرى المباريات؟
... سقط رأس سنة من رأس سنوات، قبل السقوط وبعده لازلنا نعد الدقات!!!
.................................
المداخلة والقراءة :
**************
ساتناول في مداخلتي التعقيبية على هذا النص جانبين : الاول يتضمن قراءتي التحليلة بإيجاز مكثف على النص والثاني مداخلة حو موضوعة النقد والنقاد ، في بلاد المجد اليعربي المباد ، :
1ـ قراءتي الموجزة :
النص المفتوح منتج غائي ، مشفّر الاشارات ، متعدد الاصوات ، يبعث رسالة متعددة الدلالة
ودراسة سيميائية بنية سطح هذا النص الدلالية ، تفضي بنا الى ملاحظة قوة هيمنة الاشارات المفردة المركبة ذات الاحالات الخارجية / التناص مع سياقات دلالية متعددة المعاني والمفاهيم خارج النص ، ومن هذه الاشارات ، على سبيل الاستشهاد لا الحصر ( لضيق المجال هنا ) :
( ولا الشمس طلعت من المغيب) محالة للسياق القرآني (( ان الله يأتي بالشمس من المشرق فإتِ بها من المغرب )) ، و ( لم يأت الدجال بعماه السحري) ، و ( ولا خرج المسيح ليقول للنصارى: اتبعوا دين محمد!) و ( موسى ) / الى السياق الديني ، كذلك (قاعة الالعاب / البورصة ) و / سياق اجتماعي / اقتصادي ، و( - شارون بوش - ) ، ( صبرا وشاتيلا ، مركز التجارة ، صدام ) / سياق سياسي ، ومن السياق الاجتماعي / المفاهيم الرياضية مثل ( الفوز ، العدو / الركض ، الميداليات ) ..
وتكرارية تلك الاحالات بهذه الكثرة يجعل من دلالتها بؤرةً نصية ، معناها المخبوء ( التحتاني ) يمكن مقاربته كما يلي :
دلالات مقدسة ( دينية غيبية ) + مفاهيم ومأسسة سوسيواقتصادية + رموز ودلالات ذاكراتية حمعية ( تاريخية ) سياسية = وعي ماقبلي القياس
هكذا وعي لايمتلكك ان ( يعي ) او يتبنى بذاته موقفاً ( قبولاً او رفضاً ) من الاخر (سواء كان موضوعاً / حدثاً، او مؤثراً انسانياً او حياتياً ) في واقعه الا بالعودة الى ( مرجعية مؤسساتية ) تحدد له ما عيه ان يقرره / وهذا يتضاد مع مفهوم
حرية التفكير والقرار ، و عتبة النص ( سقوط رأس .. ) اشارت بدلالة مفهومة الى
هذه المقاربة المعنوية ، فالراس مستودع الوعي ( العقل / التفكير/ الحس ) ، وسقوطه يعني انطفاء التفكير اي / انعدام وتوقف الوعي
لااريد الخوض في تحليل عموم النص ، فبؤرته المذكورة كثفت معناه الرئيس
لك الرقي ايها الباز الحر الوعي
2 ـ موضوعة النقد / الناقد ايها الباز العزيز ، عفى عليها الزمن بعد ان فرضت الحداثة ومابعدها ، مفاهيمها على تركيبة ( البنية النصية ) كمُنتج ابداعي يكتمل معناه في ذهن المتلقي / القارئ ، ومن تلك المفاهيم ( طبقات المعنى ) فللنص معنىً ظاهر / فوقاني تشكله بنيته السطحية ، ومعنى غائر تحت ذلك السطح ( تحتاني او مخبوء ) نصل الى تحديده من خلال تفكيك بنية اسلوب النص ، وهذه
الطبقات المعنوية ، خلقت بدورها طبقات قرائية ، حيث تتعدد القراءات وتختلف
بتعدد مستويات وعي القراء وثقافتهم ، مما يؤدي الى تعدد ( فهمهم ) لمعنى النص النهائي بل انهم يشاركون في تكوينه ، وهذه الطبقات القرائية ، والتعددية الفهمية ، تعتمد ( التأويلية ) كآلية تفسيرية موضوعية ، لمضمون ، ومقاصد النص ومرسلاته الخطابية ، وكل هذا اعتبره الية نقدية تكشف مواطن القوة والضعف ، والجمال والقبح ، وتقرر بعدها قبول او رفض النص كله او بعضه ، وهنا يغدو القارئ الواعي ناقداً ، ومحددا لمصير النص ( موته او بقائه ) في الحياة الادبية ، فلا تهتم ايها الباز المبدع ، لمن نصب نفسه قيما وصيا وسيافاً على رقبة الابداع
وهو في النهاية محض قارئ مثقف تأويلي ، رأيه يخصه وحده ، غير ملزم لسواه
فكل قارئ ناقد ، وكل ( ناقد ) قارئ ، والجميع يدورون في فلك الكاتب ، واتذكرهنا قولاً لبعض المنظرين ( الناقد شاعر فاشل )،
ــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراق
Commentaires
Enregistrer un commentaire