كتبت تقول / الأديب هيثم الزهاوي





 كتبت تقول

ليل المدينة صاخب جدا . وكأنه نهارا فقأت الشمس عيناه، لم يكن لدي سوى العودة للمنزل، لمجالسة هذا الذي لايحضر إلا فى غيابي، اشاعوا أنه يسأل عني فى الطرقات ، حين لا اتجول بها ،عدت ورأسي  تحمل خططا كثيرة، كيف التقيه؟ هل اصعد طابق فوق طابقي الذى اسكن فيه ؟ ام اتسلل من شرفة جارتي المسنة ، لا اريده ان يشعر بي وانا افتح باب المنزل، لكن من دون جدوى اعرف انه سيعرف ، وصلت اخيرا ، وانسحبت رائحته رويدا

جلست على مقعد منضدة الطعام وقررت ان اكتب له رسالة واضحة، اطلب فيها لقائه ،  امسكت بالورقة والقلم وكتبت

عزيزى الشبح 

اكتب اليك للمرة الأولى بعد أن فكرت كثيرا

وخفت أكثر ، فى الحقيقة لا اعرف من ماذا؟

لكن ربما هذا الخوف الذى يعتري اى انسي حين تذكر امامهم حكايات الأشباح. لكنني فكرت مليا 

بعد ان مررت بما يخيف اكثر من بني البشر

لذلك ارسلت اليك تلك الرسالة

اعرف انك تحضر لمنزلى فى غيابى 

وتختفى فى مكان ما حين عودتى، 

لماذا لا تنتظر ملاقاتي؟ 

ربما كنت هاربا من عالمك 

كما احاول ان افعل انا هنا ولا استطيع ، 

لماذا لانصبح صديقين؟ 

غدا ساذهب لموعد هام وساعود فى العاشرة

 مساءا

سأترك النافذة مفتوحة 

ان وافقت اغلقها انت

صديقتك الانسية ذات الشعر الأسود

.........

امسكت بالقلم ، وكتبت خلف رسالتها

عزيزتي الانسيه

ذات الشعر الاسود

والخد المورد

ذات العينين الناعستين

والنظرة الابرد

لاتستوحشي وجودي

في صمتي 

او في ردودي

قبل أن

تعرفي قصتي 

وتعرفي حدودي

انا قبل ان اعرفك

كنت قد مللت منكم

 مللت

على الرغم من اننا

معشر الاشباح 

لانعرف الملل

اسمعي قصتي

انا لم اكن نكره

 في معشر قومي

ولا كنت يوما بينهم

 الفارس الاوحد 

لكنكم معشر الانس 

اخشى مواجهتكم 

بل اتردد

من كل امرأة عرفتها منكم

كانت تولد لدي قصيدتين 

واحدة كنت أكتبها 

 عندما كان يملئني الامل 

وألاخرى كانت 

عندما افقده...... 

حروفها بالدموع 

كانت تتشكل

في قصائد البدايات

كان يفيض الحب 

حروفا تبتسم

وضحكات 

 من أعماق القلب

ترتسم

حتى تختلط الوقائع بالاحلام

فيبتهج الليل بخيوط من نور 

فينسحب الظلام

املا بوصال

حتى لو كان ذاك

 مغلفا بالخيال

كل أمرأة منكم

عندما كنت أتمناها

كنت أرسلُ ذهنِي ليُحضرها..

و أتخيّل معها مشهدا..

ً بكل تفاصيله...

وعلى باب المساء

كنت أوقظ جمرات الشغف

شوقآ للقياها

كل امرأة منكم

كنت اتمناها الاخيرة 

فلطالما كنت ا خشى النهايات

تلك التي لم أكن ارحب بها 

لكنها كانت تأتي فجأءة

كما كانت البدايات تاتي 

وبعد كل حفلة اختناق صاخبة

اشهدها

تلك التي تكون محمّلة بكل جنوني ...

أعبث معها بجدائل القصيدة

 لتخرّ صريعة ،

حبيسة هذياني   ...

كل امرأة منكم

كانت تترك لي ندبة 

حتى اصبح قلبي كالغربال 

وعندما تدخل امرأة جديدة

كان ينظر الي ويقول 

الا تمل؟


هيثم الزهاوي

Commentaires

Articles les plus consultés