مأتم العوسج/ الشاعرة روضة الدخيل




 مأتم العوسج


غائبون مغيّبون

لا فرق

و إن تشدّق المحلّلون


رُحّلوا حين اجتياح صرّ

لم تُبق و لم تذر

ألهبت

بحقدها الأوار 

و ما تركت سوى هباء 

يتطاير 

فوق بساط يباب


نسيت الضّوع منذ حين  

عرائش الياسمين

و أدمعت الجفون 

لحظة افتقاد العطور


رحلوا

و بقيت الغربان  

فامتطت الرّقاب

و على الأعناق آثار اختناق

في المملكة الجرداء


هي ذي المواقد تعجّ بالرّماد

إذ لا شتاء - بزعمهم -

يقصّ العظام

و العازفون عن الدّفء 

خشية الاحتراق

من وهج عقيدة 

الانتماء

نحن


ونحن 

أصحاب البطون اليابسة 

بتخمة نقتات

الهُتاف و الغبار

ونبتلع بازدراد

شعارات الأدعياء

فنغصّ بالنّقمة


نرقى إلى الدّرك الأسفل

البلا قرار

ونقبّل أيادي تلوّح بالسّياط

و نبتسم كالبلهاء


و ننسى

جثّة النّهر

و سورة القهر

فنتسمّر كالمومياء

نحدّق من عيون عمياء


لو كان لي ناقوس

لقرعت كلّ نوافذ الصّمت

وصنعت من قصب السّواقي

ناياً

وعزفت أغنية يتيمة

أوّاه يا وطناً

للّه يا موطني


روضة الدّخيل

Commentaires

Articles les plus consultés