جحود قاتل / الأديب أحمد علي صدقي
جحود قاتل!!!
في مكان ما، وزمان ما، كانت هناك قطط تعيش في مكان به فئران كثيرة.. تقتات منها وتعيش في رغد.. بجوار ذاك المكان، كانت هناك غابة مخضرة، بها قنافد، تعيش على العشب..
قل الغيث ويبس العشب بالغابة.. جاعت القنافد ولما لم تجد ما تقتات به - وبما أنها تأكل الفئران أيضا- فكرت أن تنضم للقطط.. تتصاحب معها و تظفر بما تسد به رمق جوعها. كان التشاور، ثم القبول للاقتراح... وقَّع الفريقان اتفاقا ينص على كيفية اصطياد الفئران وتقاسمها.. القنافد، بشوكها، تسد منافذ الجحور، والقطط بسرعتها، تنقض على كل فأر حاول الخروج من باب جحره الآخر، بحثا عن القوت، وتصطاده... في أول الأمر، سرى الاتفاق على ما وجد له. لكن بعد مدة، نقضت القطط عهدها.. أمسى البعض منهم يأخذ اكثر من حقه ولا يعطي القنافد إلا سقطا من متاعه.. قلقت القنافد واشتكت لرئيس القطط ما يقع.. ما استجاب هذا لشكوى القنافد.. اجتمع هؤلاء ودرسوا الأمر، فخرجوا بحل، هو منع القطط من التزود بالفئران. قرروا رصد أبواب كل الحجور، و الوقوف بها ليل نهار.. فلا فأر يخرج ولا قط يطعم.. لكن القطط، لعنادها، تمادت في غيها و ما ترددت عن أمرها ولا رضيت بالتنازل عن قرارها، بل ظلت متمادية في غيها.. ظل الوضع على ما هو عليه. القنافد واقفة بأبواب الحجور، والقطط، لا هي تستطيع محاربة القنافد لحمايتها بأشواكها وازالتها عن أبواب الجحور، ولا هي مستمتعة بحياتها كما كانت عليه من قبل.. طالت المدة، فماتت كل الفئران جوعا.. دلت على هذا، الرائحة الكريهة التي اصبحت تنبعث من كل الجحور.. تعفنت الفئران و مرضت القنافد والقطط.. بدأت مخالب الموت تنبش اجساد هؤلاء واولئك، وما تراجعت القطط عن قرارها... من جوعها ماتت الفئران.. ولجحودها، ماتت القطط.. ولسداجتها، ماتت القنافد...
أحمد علي صدقي/ المغرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire