الانتظار/ الأديبة آمال السعدي
الانتظار!!!!!!!
ذاكرة أشبعها التعطيب، ساهرة على نافذة الليل باحثة عن ذاك اليوم القادم وبه تعلن أن اليوم هو اليوم لتحقق به تفاسير الطبع والتطبع ، سيدة أرهقها الزمن حول به الانتظار أسوار حوطت بها الزمن، تناظر ليلها صاحية تنتظر فجراً حقيقي حيث نهاية حبل قَيد بها الوعد ودون شهادة و وعيد، رن الهاتف وكان رنينه قد أحتل نبضها و حرك ضخ الوريد،جرت راكضة لعل هناك خبر ينتهي عمر الصبر على ما ابتلاه العبد....
الو! صوت فرح هلل على الجانب الأخر، هلو ماما كيف حالك ؟زغرد الفرح في صدرها ترد أنا بألف خير طالما أنتَ بخير، قال المتصل على ما اعتقد انك تنتظري لحظة بها نقر اللقاء وبه نهاية مرحلة عمر بين القلم و الكتاب؟ وجِلت و بهت النفس !! ماذا تقصد أبني؟ قال لا تقلقي حبيبتي أقصد أنا قادم و قد أنهيت الدراسة و التفوق خير غاليتي ،أنا اتي اليك بعد يومين، بكت وصرخت فرحا مزق جدار المنزل و هللت مودعة على أن يلتقوا بعد يومين، أذهلها الخبر و ركضت تعد و تهيء كل ما يمكن لإستقبال اخر العنقود لتجتمع الفرحة في وصوله و إنتهاء عقد قضبان سيَجت بها كل الرغبة والمقدرة في الفعل....
أعدت حقيبتها وأخفتها في خزانة صغيرة، بدأت بتجهيز البيت وإعداد الأنواع من الحلوى و المقبلات كما يحب أبنها اخر العنقود، صباح ذاك اليوم من أول أيلول وصل المنقذ و اخر الحمل استقبلته محتضنة به كل البعد و عمر الإنتظار، أحست كأنها المرة الأولى التي بها تحتضن الوليد، سمعت منصته لكل الأخبار وما كان به الغياب و شوق به رتل عن تحقيق الحلم بعد عمر من الإنتظار، كأنه كان يحادث عمرها الذي رحل ....
مساء اليوم الثاني بعد أن أعدت لهم طاولة العشاء أعلنت عن قرارها في الرحيل، كان عمر طويل و فرحة في أن أرى بكم ما لم أراه و احقق معكم ما رغبتم،أعتقد انتهى الجزء الكبير من رسالتي، أستأذن موافقتكم في رحيلي لعلي أتمكن أن أحقق البعض مما رحل، وما ضاع، أعتقد هناك بعض الوقت لتعويض القليل لعله يكون صفحة بها أُمد رغبتي في العطاء،صمت احتوى جدار الغرفة قلق شاب كل تفاصيلها خوف لم تعايشه من قبل و هي تنتظر مرة أخرى لتسمع الموافقة و التوقيع على قرار الرحيل،عندها كان صوت الأبن الأكبر هو حقك أُمي ولك ما تريدين أنتِ سيدة القرار و لك حق في إقراره، لاحت تباشير الفرحة و هدوء عم النفس،استرسلت في الحديث تخبرهم عن أنها استأجرت بيت وهي راحلة صباح الغد حاملة ما بقي من الآمل لعل الوقت لم يتأخر في أن ترسم مسارها الأخير ، في صباح ذاك اليوم طافت بكل ما يمكن أن يحتل طاولة الإفطار وكأن عيدها بدء و هو يوم الميلاد، خرجت بحقيبة تاركة كل ما بنت محاط بأسوار سنين عاثت في لحظاتها و شوهت الأفكار...
كان اليوم الذي به أقرت مسار واحتجاج على ضمير صمت طويلا غيب الحق ليحقق للغير حاجته ،قضت طريقها الى بيتها الجديد طاربة مهللة طارت بها غبطة التفكير للمرة الأولى ببداية مشوارها لكل ما ترك لحين به تتوفر القدرة لتبدأ مشوارها بعد غياب عمر مضى بالاحتضار...
27\12\2022
أمال السعدي
Commentaires
Enregistrer un commentaire