ابتسامة خجل/ الشاعر مصطفى سريتي
ابتسامة خجل
تنَهدتْ إثر سماعها شعري بِقلبها
فابتسمتُ لها خاجلا و استَكنْت
قالت من التي بالغتَ في وصفها
أجبتُها عفوا يا روحي ما فَهمت
أصرَّت ثانيةً و بالسؤال تلَحَّحَت
فوجدتُني من خِشْيتي مُتلَعثما
إصرارُها زادني وُدًّا لمن عَشقت
ما كدت أحبس فرحتي مُتكتِّما
إلا والدموع تُجيب عنما سمعت
و بوجنتي حُمرُ الصَّبابة قد بَدا
كأنني عارٍ من الذنب كما وُلِدت
فلَرُبَّما كرامتي زادت عن حدها
كيف أبوح بسر جمالٍ به فُتِنت
و السرُّ كامن في حسن قَوامها
لعليَ من رَوْع المفاتن قد جُننت
دونها الأرض تُحْجبُ من نورها
والنجوم تَنكدر ليلا و إن تلألأت
فكيف لي أن أداري حبي لقولها
بادٍ بأشعارك الوُد لي مهما كَتَمت
وَزْنُ الوصف ظاهِر على ايقاعها
بالرقص واللحن طرَبا لقد أُسِرت
فلا عَيب إن تَنفستُ يوما عشقها
بنظمِ شعري كأنني بها قد نَطقت
وهل من جريحٍ ينزِف قلبُه مثلما
ينزف الفؤادُ دما جاريا به كتبت
و روعة الأخلاق بالأوصاف لقلَّما
رسمت عبارات الحسن فتجسدت
وأبيات شعر بالأوزان لكَم غَنيتها
على رُكْح الهوى بعناق الود بدَت
هي أرواح السماحة تراقص ظِلَّها
و أنا كالشمعدان المكوي بلهيبها
أشتم الحريق و أكتم إن عاوَدَت
يا فاتنتي من غيرك طاب ريحُها
وحلى الشعر والوزن بها فَتغزلَت
مصطفى سريتي
المغرب.
Commentaires
Enregistrer un commentaire