الغيرة / الأديبة وريدة الحيدري
الغيرة ... غيمة غالبا بما لا يبعث على الحبور هي الحبلى وفي سمائها من العسير إمتاع النظر بصفاء هو المؤدي إلى انشراح وحده القادر على فتح أزرار وراءها راحة النفْس تكمن ، أين لا كدر آثرته الجوارح بعد يأس عرفته إبَّان طَرْقِ أبوابٍ على الفتح استعصت ... وأطيافَ الأمل أقصت.
:
الغيرة ... غَبَشٌ إليه أعناق الواعين ما اشرأبت وغوغاء متتالية إلى مسامعهم تناهت وما رامتها أو إلى خانة الإهتمام أحالتها ، متى العقول السليمة باتت مسلوبة المعاقل لتضحى مرتعا لتفاهات هي المدمِّرة بامتياز والرامية إلى تَوْهٍ لا مخرج مِن بياديه ؟
:
الغيرة ... غبار يَعْسُرُ شقه إلى حدِّ حَجْبِ جُلَّ الرؤيةِ عمن في قلب الحدث وهم مِن وراء انبعاثه بإملاءِ عقلياتهم ، هذه الأخيرة لِلْمَلَإِ أبدت سلبا أخلاقيا عن ذويه يَنِمُّ وما للحرائق وضعت آخِرا.
:
الغيرة ... غَيْمٌ مُخَيِّمٌ بدعوة من فخامة أسيادٍ على رُكْحِ الحياة تواجدوا ، ولوتأديةَ أدوارهم أجادوا لَأفدحَ الأخطاءِ تفادوا وبَاتَ الإنقشاع في ضيافة الإختفاء وبه مرحَّب.
:
الغيرة ... غليانُ قِدْرٍ لا دَخْلَ لِيَدِ قَدَرٍ في تحريك محتواه ... غليانٌ على نار إنْ غَيْرُ هادئة فالإهتداء إلى عواقبَ هي الموعد مع قَسَاوَاتٍ في جرابها رَدْعٌ بمستحقيه يليق.
:
الغيرة ... غَليون بضخامة الحجم اتسم وما اتسع لِثقل حمولةِ عشقٍ بالنقاء مشوب أو مقاعد وثيرة بجلوس مستحقيها حظيَت.
:
الغيرة ... غَسَقُ عُيُونٍ أشقتها متابعة أحداث هي الترجمة لوساوسَ بالشكوك مطرَّزة أملَتها نُفُوسٌ تخشى إفلات النفيس منها دون رِجعة.
:
الغيرة ... أغلالٌ لجوارحَ مَن نهوى خُصِّصَتْ ، بأهوائها بهذلت وعليها أبوابَ سجونها أغلقت ، ، إنْ ما ورَد في محله ، كلُّ أكاليل الوردِ هي المكافأة وأكثر ويظل الغائر محل إعراب بالتقدير جدير وله جدار الروح يشهد ، أين حروف الهيام بامتياز نُقِشت ... وفي روضها فراشات الجمال نَفَشَتْ.
:
والغيرة ... غَزَلٌ في غياب السلب مِن حرير غُزِلَ ... وحياكةَ أرقى حكايات الهوى ما اعتزل.
:
وريــدة الحيــدري.
Commentaires
Enregistrer un commentaire