لو برهة عناق مسروقه من الزمن
لو برهة عناق مسروقة من الزمن..................................................................................................................
قبل فترة؛ دخلت بلدة إيطالية موسوعة الارقام القياسية غينيس من بابها الواسع بتخليدها ذكرى عاشقين عبر تخصيص يوم كامل للعناق بين الأحبة، الأزواج والعشاق على اختلاف أعمارهم.
طبعا ما كان الخبر الذي عبر كل الوسائط ليشكل صدمة في عرف مجتمعات تقدس المشاعر الإنسانية بل وتمنح افرادها حق تبادل القبل في زمن بات فيه الكثير يسترق حضنا في ذلك الحيز الزمني الفاصل بين رحلتي مترو عكس الاتجاه، أو حتى قبيل لحظة إقلاع في مطار أو محطة باصات احتفظت لأكثر من اثنين بذاكرة عناق. ذلك أننا لا ندري كعشاق أو أحبة متى ستباغتنا أقدار فراق محكوم بالجغرافيا أو بالأقدار، لتسرق منا لحظة انصهار كتب عنها جل الكتاب كما الشعراء منذ بدء الخليقة.
-وعانقته والقلب ينبض بذاكرة فرقة- تقول كاتبة ألمانية وربما كانت تدري بفجائع الإنسانية مذ حكمت علينا متاهات الحياة بالبعد عن حبيب أو قريب، أو حتى من جمعتنا بهم صدف الحياة ليغيروا بدواخلنا الكثير، من كاتبناهم في مواسم الوحدة، من واعدنا أشياءهم سرا، أو في محطة ما من محطات الذاكرة، من أخلصنا لهم حد احتضاننا لعطرهم أو تذكار منهم، من تعلقنا بصوتهم حد اعتيادنا على مهاتفتهم في كل لحظة.
أياما إذا بعد مضي يوم عالمي آخر للعناق، ها نحن نحتسب لحظاتنا الأخرى، نواعد أطياف من عانقناهم ذات برهة وداع، نسائل أنفسنا عن لحظات كانت، عن دفء افتقدناه في زمن كالذي بتنا فيه محكومين بأقدار تتركنا على حافة وهم، نعيش ذاكرة مضت بنا لأبعد من صخب أشيائنا، نسائل وردتنا الأخرى عن انامل احتضنت اوجاعنا، عن بقايا دموع تساقطت فوق معاطفنا، عن عطر التصق بجدران ذاكرتنا، عن بقايا كلمات نطقناها ونحن على اهبة مغادرة، عن ذلك الحنين الذي كتبناه ذات صفحة من مذكرة، ونحن ننظر لمخزون صور احتفظت بها ذاكرتنا على مدار مواسم غياب.
كما الامس أيضا ما زلنا نحتسب تلك اللحظات العابرة لمواقيتنا، ننظر لذلك الزمن الهارب ونحلم بعناق آخر شبيه بذلك الذي استرقه عاشق في بلاد أخرى، ذاك الذي تسبب في تأخر رحلة مترو أنفاق بذريعة عناق لا يدري متى سيتمكن من سرقته، و في زمن كالذي لم يزل عشاقه على طرف أمنية عناق لا تسرقه أقدار أخرى، تركت عشاق عمر أمام محطات انتظار غائب او غائبة لم تزل مشاريع احتضانهم مؤجلة إلى حين!!
كل عناق وأنتم بخير!!!!
Commentaires
Enregistrer un commentaire