قبل الحياة تغريني/الشاعرة نازك مسوح

 *قُبَلُ الحياةِ تُغريني *

________________

بينَ أنهارِ الحياةِ وبحيراتِ ذاتي

قصَّةُ عشقٍ وغرامٍ،

روافدُها وغدرانُها تحثُّ الخُطا نحوِي،

تمطِرُني قُبَلُها الطِّينيَّةُ المجنونةُ حبّاً،

وعلى أنغامِ شلَّالاتِهاتتراقصُ 

أثوابُ زبديْ،وبجعاتُ روحيْ 

في حفلِ زفافٍ بهيجْ.


كمْ وجدتُنِي طفلةَ الحياةِ المُدلَّلةْ!

وكمْ زَهوتُ على مسارِحِها المُلهِماتْ،

بأثوابيَ الموشَّاةِ بشذراتِ فكريَ المُتَّقدْ!


لم أكنْ يوماً إلَّا لِحافاً وستراً لسريرِ دُنياها،

وحتّى لمَّا فررْتُ كنُدافةٍ ضالَّةْ،

ما شكوتُ لحظةً من خشبةِ ندَّافها،

مادامَت تبغِي صَلاحِي ونَجاحِي.


ما أَروعَنا إذْ نشربُ نخبَ ولَهِنا!

ثمّ أرتمي بغنجٍ ودلالٍ

 في أحضانِها كقارورةِ نبيذٍ معتَّقْ،

 تاقَتْ لدغدغةِ أناملِ نَديمِها الوفيّْ،

فهل ستَثملُ الأرضُ والسَّماءُ من حَميميَّةِ اللِّقاءْ؟


أيَّتها الحياةْ؛

تَغلغلِي في شَرايينِي،

 كما المياهُ في جوفِ الصُّخورْ،

ولتتفجرْ ينابيعُكِ دفَقاتِ كافورٍ وطيبْ،


دعيني  أقارعْ في مَعامعِكِ كمحاربٍ صنديدْ،

 رضعَ حليبَ بَأسِكِ، 

وعنفوانَ دهرِكِ،

وكالطَّودِ عالياً شَمخْ.


أيا مَعشوقَتي السَّرمديَّةْ؛

حَسبيَ أنَّني آثرْتُ التَّحليقَ عنقاءَ في عُلاكِ،

وما آنستُ الإقامةَ في كهوفِكِ المظلِماتْ.


وحينَما تُقرَعُ أجراسُ رحيلي جَسداً،

اِزرعيني  عودَ آسٍ مخضوضراً 

بينَ ذراعَيكِ الدَّافِئتينْ،

وَلتصوغي روحِي الهائمةَ بكِ،

 خاتماً ماسيّاً في إِصبعِكِ،

 وفي رياضِ البيلسانِ المزهرةْ،

كرِّسي عطورَ شغفي وهيامِي.


نازك مسُّوح



Commentaires

Articles les plus consultés