كأن يبوح الليل/ الشاعر مصطفى سليمان
””” ... كأن يبوح الليل ““"
... وحيدا .. يجد نفسه
مادا البصر .. ليمتد
... دهاليز الظلماء
ممتدا .. مؤججا طموحه
... نيل الشرف الخفي
حلمه الأول .. الأخير
كَثَب المعاينة .. جدار الحلكة
... و لأن يصل .. أخيرا
يحاول الليل ... عبثا
... فراغ الظلمة السحيق
أن يقف حافة النقطة
... أن يعود و بصره
و لو مرة ... حياته
غانما .. العودة أول السطر
... عفة .. غير متطلب
طليق العنان .. الاكتشافة
التموقع الجديد .. الرؤية
كأن يتعرَّف لونه
... أن يفسح المجال
التأملات الهادئة
... أن يحتسي اشتياق قهوته
تحفيز الخلايا .. تعب التأهب
لهفة القبض .. مرأى ماهيته
مداعَبة .. نكهة السواد الأصلية
... أن يغنم ... لقطة الرمشة
صورة .. ناصية الحدث
... كأن يسجل أول انتصار
تخليدة .. الذكرى
... أنه عاد جوف ليله
ثقل الحمل .. قاب الاقتراب
ملامسة الحلم .. حقيقة
... فتعوده الأماني أدراجها لاهثة
أن الظلمة .. عصية الإحاطة
لولبية اللانهائي .. مناعة السبر
... يجلس الليل القرفصاء .. حائرا
الهدنة السابقة .. الاجترار
ينفث كتنين خرافي غضب الأزمنة
ينتظر الفعل المرتد ... ردة
كأن تتموج سحب الدماسة
... أنه يقر بكل الظلام الجاثم
و لا يوما كان ظلاميا
... يتساءل الليل مسيرة النشأة
هو الليل .. وحيد الوحدة
... أبدا ما اعتنق خبط الدجى
و لا تواعد .. تعاهد و الظَّلَمَة
... أنه الدائم .. النبل
مهدهد الأحلام الثكلى
ململم الخراب
المخدر الفعال .. نومة الفتنة
أنه الحارس المهذب
الناثر طيب الكحل .. الأهداب
الناعسة .. بعيد ليلها
الرفيق الوفي .. الاستتباب
... حلمه الأبدي
أن يرى انعكاسه .. سرب حمام
أن ينعش انفتاحة الألباب
المتعطش ... ملامسة مسامعه
رفرفة أجنحة السلام
أنه دجن كل الخفافيش
... أعادها الأصل
مقاسمة أشكال الطيور
سيمفونية سحر العزف .. النغمة
... أن الليل حضن الأرواح الشريدة
نَزْل الأحلام العليلة
نبيل .. كريم .. عطوف
... أنه و على أول حبال الضياء
يعزف للصبح .. أروع أغرودة
للمحبة ، للتآخي ، للسكينة
... للسلم .. للسلام ...
إنه الليل .. أول فرخ حمام
... ضيق مهد البيضة .. تمرد
اعتلى فسيح الحرية
... حلق صغيرا .. يافعا
مناحي فسيفساء الكلم
الكاتم جوفه همس الفصول
قَفَّلَ الخزائن .. مجاميع الأسرار
... رمى المفاتيح عرض اليمّ
ركن مهادنا ... مسالما
... غير مستسلم ...
مصطفى سليمان / المغرب.
Commentaires
Enregistrer un commentaire