عيد الحب وفصل لهفتنا الأخيرة / الأديب أنس الشرايبي
عيد الحب ...وفصل لهفتنا الآخر ......................................................................................................
قبل فترة عثرت شابة امريكية، على حزمة تضم قرابة مائتي رسالة حب مؤرخة بتاريخ يقارب فترة الحرب العالمية الثانية، الرسائل كانت مكتوبة بخط يد عاشقين تعاهدا في برقياتهما تلك على الوفاء لما بقي من العمر.
الرسائل طبعا ما كانت لتصبح بالنسبة لمن عثرت عليها صفقة في عصر كالذي باتت فيه خطابات عشاق آخرين تباع في مزادات علنية، بقدر ما بحثت ابنة زمنها بأكثر من وسيلة لتعثر على ابنة ذلك الذي قضى ربما نحبه الأخير وهو يخط آخر كلماته دون ان يدري بأقدار أخذته دون ان يملك فرصة اللحاق بقاطرة حب.
في الحقيقة؛ ليست تلك القصة الوحيدة ولا غيرها من حكايات انكشفت اسرارها بمرور الزمن، بقدر ما تظل القضية دوما في أسرار قلوب عشاق جلس معظمهم في زمن مضى، إلى غبار الأشياء، عاقدين قرانهم على عاشق أو عاشقة، أغابتهم الأقدار لأكثر من سبب، فعلى مدار زمن لم تزل البشرية امام أسئلة حب مضى بقصص عشاقه ليجعل من بعضها ذكرى تسردها الحكايات، فيما ظلت أخرى لغزا قصيا استعصى حله رغم مرور زمن.
لذا؛ تظل البشرية برمتها أمام الأسئلة المحيرة للحب، تنظر لألغازه المحيرة، لهزاته التي طالما تركت الكثير أمام طامة تصديق فاجعة فراق، أو هواجس يعيشها آخرون تفصل بينهم قارات بأكملها لتترك قصصهم مؤجلة لحين لقاء يظل محكوما بالجغرافيا كما أقدار صغيرة لا تتجاوز حجم تذكرة طائرة. ذلك اننا كعشاق كنا دوما منذورين لتلك الخسارات الكبيرة، ما دمنا نعيش قصصنا تلك وندري أن ما يحكمنا ما عاد بحجم كلمات تكتب بخط اليد، بقدر ما غدا حبنا يسكن شاشة هاتف، يقيم داخل رنات نغيرها حسب الفصول وحسب مزاجنا العاطفي، نمني أنفسنا بموعد يكسر تلك السلسلة من الانتظارات، وندري أننا نواعد وهما لا يتجاوز ما تبوح به الأجهزة، او حتى طرف آخر أخذته أقدار زمن حكم على عشاقه بفراق غير معلن.
يعود إذا رابع عشر من فبراير، ليجدنا كعشاق ومتيمين أمام كلفة الهواجس نفسها، نحلم بمعايدة تبلغ هواتفنا، أو أخرى نعيش أوهامها ونحن نتأمل تلك الدببة المتعانقة في واجهة محل، نلمح جزءا من قصة كانت ونحن ننظر إلى يتم ورود تعرض في رصيف، لنمضي إلى متاهاتنا تلك، عاقدين قراننا على يوم نقطف فيه وردتنا وندري انها آيلة للذبول، نتطلع لكلفة قصص أخرى كان فيها الحب عابر طاولة وفي مشهد اقرب إلى سيناريو مكتوب، وبكلمات باتت لفرط تكرارها أشبه بما نراه في ذكرى رحيل شفيع الأحبة!!
-القلب قد أضناه عشق الجمال- تقول ام كلثوم في رائعتها، دون ان تدري ان ثمة زمنا سياتي ليغير ما كتبه امير الشعراء، وغيره ممن افنوا عمرا في انتقاء كلمات لا تختزل في استعارة عابرة، كلمات لا تغتالها الالوان الخاطفة لعيد تجنى على عشاق العمر، كلمات لا تكتب سوى بمداد اللهفة كما حبر ملأ اوراق آخرين في انتظار حبيب يأتي بعد الرسالة الألف، او ربما بعد أن ينقضي آخر رمق من الحبر، كلمات كالتي لا يمكن ان تختزل أرقى المشاعر الإنسانية في جملة وحيدة!!
كل عام وكل الأحبة بألف خير!!!!....
Commentaires
Enregistrer un commentaire