ألطافك نجاة / الأديبة جميلة مزرعاني
ألطافك نجاة
تُسبيني المسايا إلى أريكة متقاعدة تحتلّ ركن غرفة عشعشت
فيها الغربة أتصفّح ذاكرتي المخطوطة بأرشيف حافل بالأزمات ونوائب الدّهر ، أفترش قائمة تأريخ أنهك مناكب الخاطرة فوجدتني كمن يفتح جرحًا عميقًا يكاد يلتئم يشعل لواعجي كالهشيم المستعر وسط لجّة سوداء أنا والموت وجهان .ترتجّ أقدامي جزعًا تتسمّر في الأرض تفقد سعيها تتلعثم شفاهي بالدّعوات تنهبّ السماء أنّاتها تلثم جدر عرشك فتحتويني ألطافك تشعّ من بين حقول الألغام والحرائق المشتعلة تُنزل عليّ السّكينة تردّ الرّوح المغادرة كطير مهزوم تعيد توازن قلبي المنهك يوجز نجاته بالحمد والشكر ، تسوسني الذّكرى يوم تفشّى وباء خطير يخطّ أنيابه في عقر الصّحّة حاصدًا الكثيرين ممّن أعياهم المرض وفتك بهم كنت تغدق عليّ ألطافك مروّضًا جزعي منقذًا تبلسم خوفي وحين الفاقة كنت تبسط يديك بالعطايا ساترًا عيلتي بكرم جودك وآن تفرعن الظالمون وتثعلب المكيدون يرمون بي إلى التهلكة كنت أنت الرقيب عليهم الرّادع بلطفك وتحنانك فسرعان ما تنبطح خلجاتي في مرمى سجودي تعرّج على عرش رضاك تنشد لقياك لتكون مظلّة أمان في المحن والويلات فتلوح شقائق نعمائك تقفل على المآسي تصدّ جموح غيظي أقواس نجاتك المبهرة تقرّ عيني ويثمل قلبي .
جميلة مزرعاني
لبنان / الجنوب
Commentaires
Enregistrer un commentaire