متى ستعود أسراب السنونو / الشاعرة نازك مسوح
*متى ستعودُ أسرابُ السّنونو*
___________________________
هناكَ في أحضانِ جبلِ "السائحْ"،
غَفا فجرٌ ناعِسُ الأجفانِ بعدما
غلبَهُ الوَسنْ، وأعياهُ سعيُهُ المَحمومْ.
فمتى سيشهدُ الكونُ ولادةَ جنينهِ الحُلمْ؟
ما أروعَ كُرتهُ الذهبيَّةَ المُلتهبةَ
نوراً وناراْ!
فكلَّما صحَت في مَرمى الأفقِ البعيدْ،
صَحا معها قوسُ قُزحَ نشيطاْ!
ماذا تُراهُ يعزفُ على ربابةِ السّماءْ؟
وأيُّ أنغامٍ يرنِّمُ معَ مُزنِها المُقبِلاتْ؟
كم جميلٌ أن تطربَ لهاتيكَ اللُّحونِ
آذانُ البسيطةْ!
ولكنَّ الأجملَ أن تذوبَ عشقاً بها
وهياماْ.
هيهاتَ هيهاتَ لألوانِ الطيفِ السَّبعِ المُشكَّلاتْ،
أن تحنثَ بوعدِها للطبيعةِ البِكرْ.
حتماً لن تهدأْ،ولن تستكينْ،
حتّى توزِّعَ بالعدلِ ميراثَ قُبلاتِها الملوَّنةِ على ثغورِها الباسمةْ.
ألا أيَّتُها الأرضُ الطيِّبةْ؛
لا لا شيءَ يُفشي سرَّ عشقِكِ الأزليِّ لربيعِ حُسنِكِ،
سِوى ضَوعِ عِطرِكِ مُثرثراً للصَّبا..
أيُّها العطرُ الساكنُ في أكمامِ زهورِها؛
تمهَّلْ وأنتَ تضوعُ على مسرحِ سُندسِها..
وارأفْ بقلبيَ المضمخِ بعشقِ سوسنِها..
لا بل عمِّدهُ بطيوبٍ تغارُ منها نفحاتُ الرندِ والغارْ.
ثمَّ انثرْهُ حنطةً شهيَّةْ،
هجرَت سنابِلَها الميَّاسةْ، لتسدَّ رمقَ أسرابِ السنونو العائدةِ من هجرتِها الموحشةْ.
ولتهزجِ الدنيا بأسرِها فرحاً بولادةٍ ميمونةٍ لربيعها المنشودْ.
نازك مسُّوح
Commentaires
Enregistrer un commentaire