ثامن مارس..وشيء من أشيائه/ الأديب أنس الشرايبي
ثامن مارس ....وشيء من أشيائه .....................................................................................................
قبل فترة بيعت منحوتة لفنان استرالي بأحد المزادات في اميركا بقرابة مليوني دولار، المنحوتة لم تكن طبعا سوى لأفروديت الهة الحب والجمال في الاساطير الاغريقية، تلك التي تنضاف لغيرها من حكايات أسرت الباحثين على مدار عمر.
المزاد قطعا لم يكن ليجذب سوى ثلة ممن يعيشون فوق سقف الرفاهية او بالأحرى من يتسابق معظمهم لنوادر الأشياء دون ان يدري بكلفتها الأخرى، تلك التي خبرها آخرون دون أن يملك معظمهم ترف اقتناء أشياء تختزل في تفاصيلها ما افنى آخرون عمرهم في سبر اغواره، دون أن يصل كثيرهم للحقيقة المطلقة.
من فينوس وافروديت وتمثال سيتا في الهند، وغيرهن كثيرات ممن خلد التاريخ أسماءهن، إذ منذ نزلت حواء إلى مجرتنا ارتبط إسمها بخطيئة ربما أو حتى بنوازع طالما سردت تفاصيلها كتب التاريخ كما القصص والروايات، تفاصيل كنا نطالعها دوما بذلك الشغف محاولين فهم ذلك الجزء منا، او بالأحرى تلك التي كتب عنها شعراء العرب بأكثر من صيغة، فبين الأمس واليوم تغيرت المفاهيم وحتى اللغة، لتغير معها حيواتنا، تفاصيلنا اليومية، دون أن تنسينا فسحة التفكير في المرأة، تلك التي تتكفل بإنجاب نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر.
في كل عام إذا نستقبل ثامن مارس، نجلس إلى طرف مذكراتنا، او حتى أشيائنا الأخرى محاولين فك الرموز، نستقبل نشرات اخبارية او وصلات دعائية لا تخلو من انوثة تأتي على مقاس العرض العابر للعدسة، نسأل أنفسنا عن أشياء كانت، عن أحلام وأدها آخرون دون أن يدري معظمهم بما ارتكبه في حق المرأة، نشاهد صورة لرسام كاريكاتير، أو عرضا ساخرا يضع صورتنا الأخرى امام اعيننا، يكاشفنا بالحقيقة التي أدركتها نساء أساطير مضت، تماما كما خبرتها ملالا يوسف تلك الصغيرة التي تحدت من حملوا في وجهها السلاح للدفاع عن حقها في نيل شهادة علمية. قدوة ربما تناساها معظمنا لفرط امتلاء عالمنا بأكثر من مأساة.
-المرأة لغز مفتاحه كلمة حب- يقول فيريديريك نيتشه ناسيا ربما أن يضيف مصطلح الفهم، إذ رغم كل تلك الشعارات، الوصلات الدعائية كما التفاصيل التي نشاهدها على شاشتنا كل يوم نعجز في كل مرة عن فهم من تقاسمنا لحظات من العمر، من تجالسنا على وقع موسيقى الذكريات، من تحنو في زمن قست فيه تفاصيل الحياة، من تنتظر معايدة لا مكان فيها لمزايدة.
وسط كل ذلك ها نحن نعبر محطة ثامن مارس، نشاهد إهداءا على شاكلة ورود، أو قطع شوكولا مرتبة وسط علب تخفي كل ذلك البريق، نعانق وهم يوم يمضي محملا بتفاصيله العابرة ليتركنا أمام أسئلة يخفت بريقها، تماما كما خفت صوت تلك الشاعرة المكسيكية، والتي اظطرت لتسلق قطار يعبر إلى بلاد أخرى، تمنح الحق في الكلمات، كما أشياء لا يدري بها ذلك الذي سيجلس لتتبع نشرة مسائية تتصدر عناوينها مخفيا الحقيقة عن تلك التي تقاسمه شظف العيش!!!
كل عام وأنتِ وانتنّ وهنّ بألف خير!!!
Commentaires
Enregistrer un commentaire