اكتب حتى نراك / الأديب أحمد علي صدقي
أكتب حتى نراك!!!
لماذا نحن العرب لا نعرف إلا القليل عن من يتولون أمورنا؟ الجواب: لأنهم لا يكتبون. ولو كانوا كذلك لعرفنا عنهم الكثير. لأن الكتابة هي مرآة لما بدواخل النفوس..
عندما يكتب كاتب، فهو يقرأ ما بدواخله بِنِيَّة أن يقرأه غيره. وبنية زوال الستار الذي يمكنه أن يحجب ما بهذه الدواخل ومنع تأويله غير التأويل الذي يليق به. فالذي يكتب، كتاباته تكشف لنا أغواره، حتى وإن كان متحفظا فيما يكتبه...
فكل إنسان إذن هو كتاب مهيئ للقراءة من طرف الغير.. فكثير من الناس هم كتب مردومة تحت تراب الأنفس لا يعرف أحد عنهم إلا ما أوله الزمان من خلال أفعالهم..
من لا يكتب فهو صندوق محكم الإغلاق، لن تستطيع معرفة ما بداخله خصوصا أولئك الذين لا يعرفون الكتابة ولا القراءة..من يكتب يكون سهل الفهم ومعرفته تكون متيسرة. لكن الذي لا يكتب، صعب فهمه ومعقد أمره. ولذلك تجد الناس يعرفون الكتاب جيدا ويفهمونهم لأن ما يكتبونه يترجم ما بدواخلهم..
لما تجد من سيشرع لك ومن يمثلك في البرلمان رجل لا يعرف القراءة ولا الكتابة فكيف لك أن تعرف ما بدواخله؟ وكيف لك أن تفهم برنامجه او أن تفهم ما سيقوم به وما سيفعله لما يتولى منصبه، فهو محكم السد. باب دواخله مطبق و مغلق. فلن تعرف عنه شيئا أبدا واسعد إن أنت استطعت أن تفرق رأسه من رجليه...
أحمد علي صدقي/المغرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire