عندما لا تكون / الشاعر سالم الحمداني

 (  عندما لا نكون  )

من السهل جدا أن أغير ملامحي .. 

ومن السهل جدا أن أتقمص فرحة لا تطربني

ولكن .. !!

هل لي أن أعيد الثواني لتكتبني من جديد؟!

وهل لي أن أحصي كم رواية بلهاء قرأت ، ولم أجني منها غير ثرثرة أبطال من ورق لا تتوانى عن  فزعي كالشياطين في أقرب مرصد ؟!!

وهل لي أن اعدد كم  ليلة  دهماء ألجمت أبحديتي ؟؟؟

بت  اتحسس كل ثانية انسلخت من مرقابها وخانت وعدها لتعدو على جبيني بقدمين كالصرير ، وكم سردية انهارت ولم يتبق من قسماتها غير أقنعة بألوان الزيزفون ؟!..

تعودنا أن نرمم الرؤى بنصف وجه ، نمارس شتى أنواع القفزات ، نتوارى برائحتنا الكريهة خلف قطعة حلوى ، نقايض  المعقول باللا معقول ، نزحف بارتجاف خلف خطوط الوعي ونمضي بعد طول كلل بتعويذة كاهن ..

 تسلبنا أفكارنا الرمادية لذة استنشاق أحلامنا ومراقصة خمير وردة 

ما بين صدق الشمس وانكسارها خيط رفيع ..

قد يعيرنا المكر بثوب المجاز مساحة فضفاضة ، نراوغ فيها كالقطط ، نتلبس الحكاوى والأساطير ، نمازح الخطيئة في صومعة قديس لنغغو ولو لدقائق على أرائك رضا مغشوش ..

من منا يجرؤ على اقتحام وكر المكيدة

ويمسح بكلتا يديه أرض الحرام ويمحو الفراغات المستعرة ، وينتشل قلب الليل  من كوابيسه المزمنة ؟؟؟

خطر لي مرة ..

أن أغير تركببة دمي ، وأهجر كل الأقنعة التي تعودت على اقتنائها ، مقابل تنازلي عن سطر قرأته مرة ، أو شيئا من ما كنت أدخره خلسة  على مر السنين

هو حصيلتي من عناوين لا زلت أجهلها أو بالكاد أتخيل صورها ..

مالضير في أن أكون منهزما إذن ؟!! ..

وأنا الذي عشت عمري بلا اسم محدد .

------------------------------------------------



Commentaires

Articles les plus consultés