أوجاع السنين / الشاعر محمد الطائي
أوجـــاع السنيـن
قــد مسَّنا ألــمٌ مــا مسَّنــا تــــرفُ
هذي السنين على أَوجاعنـا تقـــفُ
أَوجاعنـا كشراب الموت نجرعهـــا
والليـل يشهدُ حين الفجـر ينكشفُ
كالنور لمَّــا بـدت أَحلامنـــا برقــت
أَضحـت ممزَّقــةٌ للبؤس والتلــــفُ
السائرون على أوجاعنــا ضحكــوا
والذارفـون علينــا الدمع ما رأفــوا
والرَّاحلـون لهـم في القلب منزلـــةً
والساكنـون بـدار الــوِدِّ ما ألفــــوا
الآكلــون بلـحمي لــــم أُعاتبهـــــم
كالتاركـون لقلبـي حيــن نختلـــف
أوجاعنــا منــذ أَيَّام الصبــا بـدأت
والسقم في الروح والأجساد يأتلف
قــد كنت أرسم أحلاماً لعشرتنـــا
ويحي على هذه الأَحلام تنخطف
إِذ لا تزال همومــي في محاجرهـا
حتَّى رأيت عتابــي عندهــم ضَعِفُ
حتَّى حنين اشتياقي بات يؤلمنــي
دمِّرتُ عُمـرِي بهـذا الحـبّ والشغـف
لهفي على عِشرةٍ ما كنت مدركهـــا
لمَّـــا بدت ضحكـة الأَفراح تنحذفُ
ماذا جنى القلب والأَيَّام تسحقنـــا
والشّمل فرَّق والأَحباب ما نصفــوا
لهفـي على أَمنيـاتٍ كنت أَطلبهـــــا
ضاعت وتلك الخفايا سوفَ تنكشفُ
ضاعت سنيني هبــاءً كلَّهـــا ألــــمٌ
لا الدمع ينسى ولا الأَحزان تنصرفُ
محمــد الطـــائي
العـــراق / البصرة
Commentaires
Enregistrer un commentaire