دعني ألملم قبل الدوالي السكرى / الشاعرة نازك مسوح
*دَعني أُلملمْ قُبلَ الدَّوالي السَّكرى*
____________________________
عجباً أَبجديَّتي...
كيف انهارَتْ سدودُكِ أمامَ أنهارِ العشقِ الهائجةْ؟
وعبثاً تحاولينَ اختراقَ جدارِ صمتِهِ المَكينْ!
ما لِعيونِ فؤادِي مأخوذةٌ بسحرِ
كرومِهِ المنتشياتْ!
فَليَتزاحَمِ السُّؤالُ على شفةِ السُّؤالْ:
متى سأُلملمُ قُبَلَ الدَّوالي السَّكرَى؟
وكيفَ أَرشفُ نبيذَ العشقِ الطَّاعنْ؟
أَ غِبّاً أمْ قَطرةً قَطرةْ؟
مَن ذا يشعلُ حَطبَ غرامِهِ في تنُّورِ وَتِيني؟
وهل سيَنجو مِن لَهيبِ اِشتياقي،
فهو نارٌ واتِّقادْ؟
ها قدْ جذبَنِي زِقُّ الهوى،
وكقطَّةٍ مُغمضةٍ هِمتُ على وجهي
بماذا سأبوحُ أيُّها الساكنُ في كلِّ تفاصيلي،
بلْ أَدقِّ مسامِ روحي؛
فلتذهَبْ إلى الجحيمِ سحائبُ
العذَّالِ والرُّقباءِ والأنذالْ،
وَلتَتَلاشَ أمامَ شمسِكَ الوضَّاءَةِ
قِطعانُ الوُشاةْ.
آهٍ فَقَلبي لم يَعدْ مَعي ،
تناهبتهُ عصافيرُ اللهفةِ السَّاغبةِ والحنينُ
حبَّةً في إِثرِ حبَّةْ،
وسرَقَت خمرةَ شغافِهِ أزاهيرُ الصّباحْ،
ثُمَّ خبَّأَتِ الحمائمُ بينَ زغبِها اللَّطيفِ
بقايا نزعهِ المَنثورْ...
أيا مالِكاً خزائنَ رُوحي؛
اِغرِس حُبَّكَ في أرضيَ العَطشى
كبذرَةِ الجَوى في جَذوةِ الرُّوحْ،
تجدْني مَلاكَكَ الجميلْ.
نازك مسُّوح
Commentaires
Enregistrer un commentaire