وهي غفلة / الشاعر مصطفى سليمان
””” ... و هي غفلة “““
... و هي غفلة ..
غافلت سهو الزمن
أن توقف بغتة .. سير المسير
... لينتبه الظل البديل .. أخيرا
و أخيرا .. ليعلم موقعه
... لم يتذكر و لا أسعفه الفعل
أن وَجَدَهُ و جِيد العمر مشدوها
قلادةً .. عُلِّقت مكاره الصيرورة
... مؤكدة هوية فزاعة عنيدة
بكل الحرص .. استماتة
قابعة .. الحقول الجرداء القاحلة
سراب محاصيل السنابل المنحنية
ثقل الفراغ المضني الجارف
إلى حيث الماضي العنيد المقبل
... شراسة .. أَنْ جَيَّشَ ساديته
فلا مجال للنظر ، للرحمة
... و لا حظ لجديد مرافعة
طُوِيَ الملف .. رف الأرشفة
... سريعا هرمت عقارب الأوقات
و سريعا انسابت خارجا .. بعيدا
أن تجمدت أنامل السنوات .. صيف الزمن
... و نامت الأيام تَعَب دائرتها المغلقة
لم تعد الساعات تأبى الانعتاق
استسلمت رضاها .. انبطحت
متوسدة مضاجع أرامل الجداول الثكلى
... على هدهدة أضغاث خرير حلم
ظَلَّ وفيا و المجرى العصي الثابت
ليتوقف العمر مشدوها
... التفاتة هي للخلف .. كانت
قُبَيل ثورة المرايا الفاضحة
... لم تعد الوجوه تقوى الممانعة
صورة بفضيحة شِبه صورة
و قناع تلو القناع يُسقِط حصانة الأقنعة
... فقط ذلك الآتي من جوف الصراخ
الآن .. النازل من سافل التاريخ المعاق
يوزع عدلا .. مواعد المساءلة
... أن محاكم التشويه
كشرت أنياب زمن الخديعة
... فمن يمنح الصفير .. القبرة الأخيرة
تمديدة العمر الفريدة
تأشيرة مواسم الهجرات الطويلة
غفلة الإدلاء .. نَثْر صوت الحقيقة !؟
... أن سائقي قطارات منتصف العمر
تغيروا .. أشاحوا ِوجهتهم
... يوم عاهدوا براءة طفولتنا
ما مر أحدهم أوطاننا ، بيوتنا .. حقولنا
... لم نعد نسمع عنهم
كما في أغنيتنا الشعبية الشهيرة
.. خذنا معك .. يا سائق القطار ..
مصطفى سليمان / المغرب.
Commentaires
Enregistrer un commentaire