تحضيرات العيد / الكاتبة مها حيدر

 تحضيرات العيد 


لم يكن أسبوعًا عاديًا ، الاستعدادت على قدم وساق ، إنها أيام العيد !!

مرحلة اختيار الملابس كانت الأصعب ، هل أشتري الجينز ؟! أم يكون الفستان هو سيد الموقف ؟!

لا أخفيكم سرًا كان والدي صبورًا جدًا معنا ، فعائلتي المكونة من ثمانية أشخاص تحتاج لعدة أماكن للتسوق، فرغباتنا وأمزجتنا مختلفة ، كان ( المول ) إختياري المفضل ليس لتنوع محلاته لكن لوجود عروض السينما وأفلام الرعب !!

 أما فرحة العيد عند صغيرتنا المدللة فهي بشراء الألعاب والحصول على ( العيدية ) من الأقارب والجيران ، أختي الكبرى كانت تتمرن على عمل ( الأيلاينر) بشكل صحيح فهي تتأخر دائما وهو ما يستفزني ، أما أختي الوسطى فطلباتها غريبة بعض الشيء ، خاصة عند إختيار الأحذية فالكعب العالي ملاذها للتغطية على قصر قامتها الذي لايتعدى خمسون سانتيمتراً  !!

أما إخوتي فسلطان النوم يفرض هيبته عليهم ، وأستغرب مهارتهم باختيار ملابسهم بدقائق ، وكم تمنيت أن أحصل على هذه القدرة !!

فرش البيت وترتيب الزينة والبخور أخذ وقتًا وجهدًا كبيرًا من أمي ، لكن الأجمل هو صنع حلوى ( الكليچة ) أو المعمول كما يسميه إخوتنا العرب ، فبعد جدتي وشهرتها الواسعة أنتقلت خفة اليد والطعم الرائع إلى أمي !!

نظرت إلى إبي فوجدته حائرا حزينا ، ولسان حاله يقول: 

- لماذا هذا العيد ؟! فكثرة الطلبات اجهدتني وأخذت جل وقتي ، يا الهي ساعدني.. يارب احفظ أبنائي وإخوتي وبارك لنا

في عيدنا ..

وأنتم ما هي أجواء العيد عندكم ؟

مها حيدر



Commentaires

Articles les plus consultés