من وأد بهجة العيد ؟ / الأديبة جميلة مزرعاني

 من وأد بهجة العيد؟


كانت العيون أسيرة هلالك ترنو إليك عائدا على أجنحة السّلام تتلاقى أنظارها عند منعطف المواقيت تسرج أنوار البشائر تزفّها للملأ أجمعين فيستقبلك الجمع الغفير  مضمّخا بزغردات الفرح تهزج على الشّفاه تغزو كلّ دور تحلّق بنا إلى عوالم الغبطة ننتشي رحابة الحبور  فاتحًا صدرك على مصاريعه للقلوب تمتصّ إسفنجة الغضب تفضّ النّزاعات تستأصل  الخصومات تلمّ الشّمل فتتوحّد الأسرّة تتكاتف عقود الأسرة تبثّ قهقهات البهجة حتى مطلع الفجر يقطعها أصوات المآذن بالتكبيرات فتستهلّ العيد بالصلوات والتبريكات ثمّ تتزاور العوائل يعود أفرادها مدجّجين بالضّيافات ما لذّ وطاب بركة العيد أين نحن اليوم من الأمس؟ شحبت بهجة العيد باتت أوردتنا تنزف شجوها كعصائر التّوت المعتّق ، قصر عمر الفرح توارت لمعة العيد من عيون الورى وعن ثغورهم تفرّق الشمل فلم ينج واحدهم من خذلان قريب وعداء جار يشيح بوجهه  قاطعًا جسر التّواصل  أو من مزاج صديق يسبيهم  إلى جزر الوحدة فيسيل لعاب الحقد يُغرق الدّروب. اليوم تعود خجولا على استحياء نازعًا ثوبك الفضفاض الزاهي تغرب بوجهك عن شمس القلوب متنكّرا متجهّما عد كالأمس تحمل رسالة المحبّة والألفة والتآخي والتراحم فنحن عشّاق فرح روّاد السّعادة في دنيا فانية لا تؤتمن ولسنا هواة شجن فليزيحوا من سمائنا السّحب .

كلّ عيد وأنتم العيد. 


ريحانة العرب



Commentaires

Articles les plus consultés