في حضرة العاصفة /الشاعر أحمد الماخوخي
#٠فِي٠حَضرَةِ٠العاصِمَة٠٠٠
فِي لَحظَةِ شُرُودٍ غارِقةٍ ٠٠٠
فِي تَفاصيلِ العُمرِ الدَّقِيقَة
كُنتُ في حَضرَةِ العاصِمَة
أتَسلَّقُ أبرَاجَ الذِّكرَيات ٠٠٠
بَعدَ أن ضَاعَ وَجهُ الحَقيقَة
وَسطَ الحَدائِقِ المُعلَّقَةِ
بَينَ أحلَامِ الأصَالَة ٠٠٠
وَأشوَاقِ المُعاصَرَة ٠٠٠
وَقَبلَ أن يَضَعَ الَّليلُ أوزَارَه
أقتَحِمُ خِلسَةً أسوَارَ الظَّلَام
فَيبتَلِعُنِي ضَبَابُ المُحيطِ
بِجميعِ أشكَالِه وتَجَلِّياتِه
وَأحيَانًا يَستَنفِرُ كيَانِي ٠٠٠
بِكامِلِ الإشتيَّاقِ والعُنفُوَّان
ويَستَفزُّ رُوحَ التَّحَدِّي ٠٠٠
دُونَ رَحمَةٍ في دواخِلِي ٠
فِي حَضرَة الَّليلِ السَّرمَدِي
كُنتُ أصُولُ وأجُولُ بَحثََا
عَن عُيونِ حَبيبَتِي ٠٠٠
ومِن أحلَامِ اليَقظَةِ أصحُو
شارِدًا بَينَ الحَقيقَة والخَيالِ
قَبلَ أن يَصفَعَنِي سَوادُ الكِبرِيَّاء
فَأستَيقِظُ مَذعُورًا مِن سُوءِ المَآل
لِأجِدَنِي ناسِكًا مُتزَهِّدًا
فِي مَعابِدِ الأولِيَّاء ٠
عَلى أرصِفةِ الذِّكرَيات
كانَت عُيونُ حَبيبَتِي
تُحاكِي دائِمًا خَطَواتِي
وفِي رِحلةِ العَودَة ٠٠٠
إلى التَّفاصِيلِ الدَّقيقَة
يُطارِدُني طَيفُها الهارِبُ
مِن وِحشَةِ الأسئِلَة ٠٠٠
فَتخطِفُنِي مِن ضَوءِ الشَّوارِع
وبنِظَراتِها العَلِيَّة/البَهِيَّة ٠٠٠
تَزُجُّ بِي عَلى قَدرِ المُستَطَاع
فِي بَراثِينِ الصَّمتِ والضَّيَاع ٠
لَكِن عِندَما تَعزِلُنِي
أضوَاءُ القَمرِ عَنِّي
أمشِي خَلفَ المَتارِيسِ
مُتخَلِّفًا عَن ظِلِّي ٠٠٠
فَأسارِعُ خَطَواتِي
مُتَعَقِّبًا آثَارَ آهَاتِي
تارَةً أجرِي كَالظِّلِّ الطَّويلِ
أتَلقَّفُ عَبقَ النَّسيمِ العَليلِ
مُتَلحِّفًا بِسَعفِ النَّخيلِ
مَائِلًا مَرَّةً جِهةَ الشّمالِ
وَتارَةً جِهةَ الشُّرُوقِ أمشِي
كَمثَلِ المُختَالِ قابِضًا علَى
جَمراتِ العُمرِ الإفتِراضِي ٠
وفَجأَةً هَدَّنِي الشَّوقُ
وَنالَ مِن كِبرِيَّائِي ٠٠٠
السُّهادُ والأرَقُ ٠٠٠
فَتَوسَّدتُ صَدرَ حَبيبَتِي ٠٠٠
ومِن أموَاجِ المُحيطِ تَوسَّلتُ
أن تُوقِفَ صَيحَةَ المَدِّ والجَزرِ
لَعلَّنِي بَعدَ بُزُوغِ الفَجرِ
أنسَى نَوائِبَ الدَّهرِ ٠٠٠
قَبلَ أن يُصبِحَ لَيلِي طَرِيدًا
بَينَ أحلَام اليَومِ وَالأَمسِ
وَأنَا فِي المَنافِي البَعيدَة
_قابَ قَوسَينِ أو أدنَى_
مِن أسَاوِرِ حَبِيبَتِي ٠٠٠
أنتَظِرُ الذِي يَأتِي وَلَا يَأتي ٠٠/٠
#٠أحمد٠الماخوخي_3_7_2023_
Commentaires
Enregistrer un commentaire