الشعر في مرآة الرغيف/الشاعرة رشا فاروق

 ( الشعر في مرآة الرغيف  )


في زمن الخوف المتدثر بدخان وغبار

من يأبه للشّعر ؟

أو يبتسم للكلمة 

وهي تطل مع الفجر ؟!

من يثمله عبير الورد في كأس الصّبح ؟

نحن يقنصنا رصاص الوقت ..

نتجرع مرارة الأقدار 

وسلاسل الطعنات !

*

من يهنأ بأسطورة الحب؟

وفي الأفئدة

تغور أنياب الطواغيت ،

وضمائر مترهلة

أوهنها خدر الذل 

والاستكانة

وتغمدتها أحزانٌ تشرب المحاجر 

*

 كيف للشّعر

أن يحتمل أبجدية الضياع ؟

كيف للحب أن ينمو في فيافي الحرمان ؟

كيف للعطر أن يضوع مع دخان العذابات ؟

كيف للسؤال أن يجد ملجأ للإجابات التائهة

 تحت وطأة العاصفة !؟

*

ما نفع النّور

وفي القلب وجيف راعف ؟

كيف نأنس وفي الروح صحارى تيه

وسراب وحشة وغمة..؟

كيف للأمل أن يحيا ..

والقذى ينهش العين الهتون ؟

وكيف للياسمين أن يتسلق ملامح  العدم؟

*

لا تطعمني شعراً

لا تسقني قافية ..

كانت تُسكرني بالأمس ..

آه ! ..

كم أشتهي رغيفاً

بحجم كف أمي يطعمني يٌشبعني دفئاً وحناناً ..

وأغرقه بالقبل .

*

  لا تهدني عطراً

فكم أحنّ إلى بسمة ريّانة

تزهر على شفتيّ  .

*

ليحزم الحب

حَقائِبَ  الذّكريات ،

ولترحلْ كل أحلام العاشقين ..

لم نعد نشتاق إلا إلى وطن

يسكننا آخر العمر ..

يضمنا ، بلهفة المشتاق ،

ترابَه الأسمر 

يوارينا تحت جفنه

بعد أن تخبو الأنفاس

رويداً .. رويدا

ويستبدّ بنا بردُ النهاية .

-------------------------------

بقلم / رشا فاروق



Commentaires

Articles les plus consultés