كأن يسبق العذل / الشاعر مصطفى سليمان

 ””” ... كأن يسبق العَذَل “““


خائف يا أناي .. خائف 

... خائف يا رفيقي 

و أنا على آخر المنعطف 

كل الطرق الصديقة 

امتدت ، التَوَت ، امتنعت .. للأسف 

... خائف يا رفقة العمر .. خائف 

لم أعد أراك كما أنت يا شبيهي 

... الضباب الجاثم صدر البقايا 

غادِرٌ .. مرعب غريب 

و الألم أشده .. عصيب رهيب 

فأينك يا شبيهي .. مني 

      ... الشمس هرمت ...  

غربت مبكرا يا شبيهي .. اختفت 

... غربت واضحة العمر 

أن انكفأ كامل القرص كاهلي 

و أنا الصاعد التو منحدر الهاوية 

كأنه .. ثقل المدى الغاشم لا يكفي 

أن سعار الغشاوة لم يعد يجدي 

أن عذاب اللاجدوى اللاسع العنيد 

بديهي و هزالة هيكل خطوي ... !؟

... آه يا شبيهي .. آه منك و مني 

شاخ الليل حضن الحكايا 

سريعا رحل القمر و سريعا اختفى 

غير آبه .. دموع وعود الصبايا 

... فكيف لنومة .. شريط المشاهد 

و بربرية السهاد جفون المواعد 

تعصر الأمل أثداء الحكاية ... !؟

... فأين أنا من ظلك 

إن تاه الليل واضحة النهار 

إن توسد اليوم درب الاعتياد 

إن تخلى .. إن مال لذة السبات 

إن أخذني المخيلة ، المحبرة 

اليراع .. و معها مذخر المداد

... فمن أين حروفي تقتات 

و أنا المكلوم العمر .. مرتين ... !؟

... خوفي .. خوفي عليك يا أناي

خوفي عليك .. يقتلني 

... عم القحط يا شبيهي 

عم و استفحل .. تمادى و امتد 

... لم تعد شوارع الأحداث تتحدث 

حنقا .. ناءت البحوث الكراريس 

أن تخشب الفعل كراسي المدرجات 

ابتعد الحرف المجاميع .. ابتعد 

سئم رتيب المحكيات 

... صَمَّت المسامع .. المجادلات 

التقطت كامل أناملها و انسحبت 

... كل أزقة الأفكار ملت 

حزمت صناديق بريد بيوتها 

أطفأت أنوار العناوين 

و إلى غير وجهة .. انطلقت 

... كأنه الموعد يا شبيهي .. حان 

كأن درب اللاعودة .. على عجل 

... فلنخلِ السبيل الأبجدية .. و لنرحل 

لننزل أدراج الصهيل سريعا 

و سريعا نودع .. نستودع ثقلنا 

خفافا .. عن بحور القوافي الآسنة .. نترجل 

فلم يتبق من أمل .. أن نحفل 

... أن الزمن شمر ساعديه 

و المتسع ضاغط المكان 

... ما عادت المرايا صادقة الانعكاسة 

كل الحروف التي عايشتنا استسلمت 

غادرت .. تجر ذيول الانتكاسة 

وحده الدمع الفاضح فظيع النذالة 

     ... يؤرخ فصول المهزلة ... 

خائف يا أناي .. خائف 

... خائف يا رفيقي 

أن حانت مواسم القطاف 

... خائف يا رفقة العمر .. خائف 

أنها لا تنذر .. هكذا تأتي 

لربما نحن و السنوات العجاف 

... فلا أنت و لا أنا .. قُدرةً 

أن نوقف بطش الركاكة 

عتق رقبة الضاد 

... سيلان لعاب السياف ... 

سبق السيف العذَل .. يا شبيهي 

سبق يا رفقة العمر .. سبق 

   ... سبق .. و انتهى المطاف ... 


مصطفى سليمان / المغرب.



Commentaires

Articles les plus consultés