نحو سماء القلب السابعة / الشاعرة نازك مسوح
نحوَ سماءِ القلبِ السابعةْ
___________________
ما كانَتْ لأنامِلِها الغضَةْ،
أن تعزفَ على أوتارِ
قيثارةِ موعدْ،
فيما لو كانَ ذلكَ الموعدُ
مُسبَقَ الصُّنعْ،
أوحتَّى مُحضَّراً
على نارٍ هادئةْ...
وهل لسَعَتْها عقاربُ الوقتِ
فَهروَلَت زاجِلةً كالرِّيحْ؟
حَتّامَ تصفرُ أحلامُها كقطارٍ
ترهَّلَ خطوُهُ
من طولِ التَّرحالْ؟
على جناحي طائرةٍ ورقيّةْ،
تنشدُ قطفَ النُّجومْ،
سَبحَت تقبِّلُ ثغورَ السَّحابْ،
ترشفُ نبيذَ مُزنِها المُعتَّقِ
في جرارِ المدى.
كم تعانقَت بذورُها و تلاقَحت!
و كم أنتشَت عيونُ أمنياتِها
نبتاً رفيفَ الغصونْ،
يميسُ بينَ خمائلِ النجومْ!
أقلُّ ما يُحكى عن
هاتيكَ المحلّقةِ بغنجِ
بينَ أسرابِ اليمامْ،
أنَّهامعلَّقةٌ بخيطٍ طويلِ الأناةْ،
لكنَّهُ دقيقٌ ومُرهَفُ الإحساسْ.
حقّاْ...
هي الآنَ تتنازعُها سماءٌ
تبدو مُستحيلةَ المَنالْ،
وأرضٌ صعبةُ المِراسْ،
أرضُ الحكمةْ،
كما قالَت سيدوري لِجلجامِشْ:
(بعيدةٌ بعيدةْ)
هناكَ في آخرِ الأرضِ أيُّها المُختارْ،
هناكَ حيثُ الوحشيَّةُ والألفةُ
ممزوجانِ كَقطرةِ ماءِ في نهرْ....
ما مصيرُجسدِها إن تناولتهُ
بلا شفقةٍ ثرثرةُ الأعاصيرْ،
ومزّقَتهُ مخالبُ الجوارحْ؟
وكيفَ ستَنجو النَّوارسُ
لشطآنِ أمانيها الكِثارْ؟
لا بدَّ إِذن وأمامَ ثورةِ الوجدانْ،
وتوقُّدِ نيرانِها،
أن يومضَ من بعيدٍ
نيزكٌ مبهرُ السناءْ،
ما أروعَهُ ينثرُ شذراتِ أنوارهْ!
و يحثَّّ خيولَ سمائِه،
فتنتشرُ أناشيدُ الضّياءْ.
نازك مسُّوح
Commentaires
Enregistrer un commentaire