من أزبال الفلسفة/ الأديب أحمد علي صدقي
من أزبال الفلسفة!!!
جملة يرددها اليوم أكثر الناس وهي: العالم أصبح قرية صغيرة. وهي جملة مجازية قالها العالم و الفيلسوف الكندي مارشال ماكلوهن. فهل فعلا العالم أصبح قرية صغيرة بوجود هذه الوسائل الإعلامية والتنقلية التي لم تكن من قبل؟
في رأي المتواضع، أرى أن هذه القولة غير صحيحة. الإنسان اليوم في حاجة الى عيش الحقيقة وليس المجاز. العالم ليس بقرية صغيرة ما دامت هناك حروب تفرق، وما دامت هناك حدود تمنع، وما دامت هناك جوازات سفر تمنح للبعض وترفض للبعض، وما دامت هناك فيزات تفرض للسفر..
ربما هذه الوسائل التنقلية، قد طوت المسافات وقربت البلدان، لكني ما أراها إلا مددت مسافات التواصل المباشر بين الإنسان و الإنسان..
تجد نفس الأشخاص اليوم يجلسون في نفس المكان، ولكن بعدهم عن بعضهم بعض، سحيق..
في هذا العصر، أصبحت تردد أفكار تؤخذ كحكم وهي ليست ذلك. أفكار يتلفظ به مغرضون لهم أهداف لم يدركها الكثيرون بعد. أفكار يتسابق إليها أصحاب ذاكرة السمكة الذين ينسون بسرعة ما يقع لهم، وما يقع حولهم..
هناك فلسفات تضل ولا تهدي. فلسفات أكثرها نفايات من حاويات أزبال الفلسفة..
فعندما تعمل المرأة العربية مثلا بقولة سيمون دي بوفوار:
نحن لا نولد نساء بل نصبح كذلك.. فتجري لتغيير جنسها غير آبهة بقول ربها. ويتخذها الذكر فيغير خلقه. فهذا زيغ لهما وحياد عن طريق الصواب..
وكذلك كمن يقتنع بقولة دروين:
أصل الإنسان قرد.. فيتنكر لأصله ويكذَّب قول ربه..
الذين يتلفظون بمثل هذا، لهم أغراض وأجندات، وعامة القوم الذين لا يفقهون شيئا يسيرون مع هذه التيارات لأنها تبدو لهم فيها نفع مادي أو معنوي وهي خسارات فادحة تضر بالإنسان والمكان. أناس تردد هذه المصطلحات، وهي لا تفقه معناها، ترددها في اللقاءات فقط لكي يقال أنها متحضرة. كثيرون لا يعلمون أنهم بهذا يفقدون هويتهم و ينسلخون عنها فتضيع، شيئا فشيئا، ثقافتهم ويصبحون كالغراب لا هو بمشيته ولا هو بمشية الحمامة؟ هؤلاء ينسون أنه يعينون عدوهم عليهم. فهناك من يسعى لسلب ثقافة العربي منه ليصبح لا شخصية له. فتذهب ريحه وتتخطفه التيارات و يصبح يرى من الأشياء فقط ظاهرها ولا يرى فيها ما هو مسطر له في ثناياها، لمسخ هويته.. يصبح يعيش تحت مظلة خيالية يظن أن من يحملونها فوق رأسه، سيحمونه من الفقر والجهل، وأنهم سيصلون به الى ما هم عليه من بدخ وحضارة..
أتفه الناس تكرر مع أعدائها ما به يريدون برمجته ليصبح لهم فريسة سهلة الإلتهام...
أحمد علي صدقي/المغرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire