يوم في محراب الإيمان/ الأديبة جميلة مزرعاني
يوم في محراب الإيمان
أنفقتُ وقتًا من ذهب لا يعلم وزنه إلّا الله والرّاسخون في الإيمان أستترُ عن الخلق ضمير غياب عازمًا أجمع شتات كينونتي أجرّدُ نفسي من جِلد الحياة الغرّارة راكعة على متن
سجادة خضراء نضرة تفقه سرّي ونجواي دأبت تهدهد خاطري أذرف عليها شلّال دمعي تستقطب نور القمر يتسرّب من زجاج نافذتي يقاسمني هلاله خلوتي القسريّة معلّق خشوعي بحبل الله المتين غارق في بحر الصّلوات أحلّق في عالم المناجاة أغسل فكري من سرابات عالقة أغتسل بذكر الله فيتوضّأ قلبي بالذّكر الحكيم أدعوه سرًّا وجهرًا ، أسبّحه حمدًا وشكرًا ، أستغفره توبة ومغفرة أضع بين يديه سيرة عبد ذليل نذر نفسه لرضاه ناداه في الشّدائد فكان المنقذ من عواقب النّوائب وموبقات الدّنيا قاسمًا أفترش في حضرته معاناتي ما ظهر منها وما بطن وما يكدّر هناءة عيشي أتلو على مسامعه شهادتي كمن حضرته الملائكة فلا أقوم من مقامي إلّا ورداء السّكينة أماني ذائبًا مع حفيف تمتماتي أسمع صهيل خلجاتي تهزج عند مشارف أوردتي تغرق الوتين في سكرة لا تنتهي قلب مطمئنّ ونفس راضية مرضية ختام مسكه صدقة تثلج
...صدر الحسنات فتنفرج أسارير وجدي
ريحانة العرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire