جميعاً لنغتنم الحياة /الأديب أحمد علي صدقي

 


جميعا لنغتنم الحياة!!!

التقى سيزيف بدونكيشوط - الأول مل من دفع صخرته بلا هدف والثاني مل من قراءة كتب اكسبته شهامة زائفة دفعته لمحاربة طواحين الهواء - فدار بينها هذا الحوار:

سيزيف ساخرا من دونكيشوط: 

- أحمق أنت والله. كيف تتقيد بمحض ارادتك أن تحارب طواحين الهواء  وهي مجرد آلات؟ ألم يحن الوقت بعد لتشهر سيفك في وجه الظلم بدل هذا الخواء؟

دونكيشوط ساخرا أيضا:

- ليس هناك من هو أحمق منك أنت. تدفع صخرة الى قمة جبل وتعرف أنها ستسقط الى السفح و بدون تفكير تدفعها مرة أخرى الى القمة، وتعيد الكرة. ألم يحن الوقت بعد لتستعمل قوتك فيما ينفع الصالح العام؟ سيزيف:

- ألا ترى أننا نعيش نفس المحنة؟ ألا ترى أننا في حالة ذهول؟ 

دينكيشوط متأملا:

- صدقت.. لنستفق من غفوتنا..

 لو فكرنا قليلا ما كنا نسقط في حبال من دفعونا لهذا. يجب أن نستيقظ من سباتنا لنعيش حياتنا! فلدفع الصخور هناك آليات ولإزالة الطواحين هناك رافعات.. 

ألا ترى أن الذين حكموا عليك بدفع الصخرة هم نفسهم من لقنوني شهامة زائفة لأحارب بها الطواحين.. هم يعرفون جيدا ما يسعون إليه.. إنهم يستغلون بلاهتنا ويدفعوننا لفعل أشياء ترهقنا، ويجلسون يتفرجون علينا ونحن نستهلك قوتنا في أشياء لا نفع لنا فيها ولا منها، بل هي كلها نفع لهم لوحدهم.. رد عليه سيزيف قلقا:

- نحن الاثنين في الهم سواسية.. قال دونكيشوط:

- نحن مخدوعون و لا نفكر، ونحن مستغلون  ولا نرفض..

أحاب سيزيف مندهشا:

- وما الحل أيها البطل؟ 

دونكيشوط: 

- الحل هو أن نجعل حدا لهذه المهزلة. نعيش الواقع واقعا، ولا نصدق كلام كل من هب ودب.. لقد سئمنا هذه السخافات.. اقتراحي هو أن تستعمل أنت قوتك لدحض قوة من يسعون استعبادنا، وأستعمل أنا ما حصلت عليه من أفكار لأبتكر أشياء تنمي رفاهية الجميع..

سيزيف مشمرا عن دراعيه ودونكيشوط يلوح بسيفه في الهواء مرددين بنغمة واحدة:

لنستفق من سباتنا. لنستعمل قدراتنا. لنعش حياتنا... 

أحمد علي صدقي/المغرب

Commentaires

Articles les plus consultés