على غيمتي أترحم / الأدبية جميلة مزرعاني
على غيمتي أترحّم
كان لي في أفق العمر غيمة مكتنزة التّكوين أستودعها آمال وأحلام ستائر من فرح كانت قِبلة نظري أصرف ريعاني أدلّلها بأطايب فؤادي ترتشف نور بصري أوصي بها نجمة بشهود نباهة فطنة تسترق النّظر من كوى سحب تعبر الزّمن ترعاها بعين الحرص والاهتمام لتنمو أجنّة في رحم خصيب ريثما يحين موعد القطاف، قلبي كان قاب قوسين من انتظار طيف بشرى يحشد جيوش نبضه لاستقبال غيث قيد الهطول وفراشة مشاكسة على رمش جفن تنسج قصيدة المخاض اليسير ترتقبها عين بمجهر الثّقة تتوق تغتسل بحبال المزن المنصبّة فتثلج صدور الجوارح يوم تنير خصل الشّمس نوافذ القلب مشرعة على مرمى قطار الأيّام السّريع يذهل طرفي يرى غيمتي شبه غيمة تنحلّ عُراها شاحبة مآقيها يعتريها الذبول يغيب عن ملامحها تباشير الخير الموعود تنذر بحمل كاذب في مخاض واهم ، أضغاث أجنّة بلا حراك نفحة ريح عاقر لقاحها عقيم تذر الأحلام هياكل بلا روح مركومة في سفر السّنين ورُفات نجمة تشظّى نورها فوق نعش السّراب تعلن انتهاء مشهد مثير .
جميلة مزرعاني
ريحانة العرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire