من كهوف الأسى / الشاعر مصطفى سليمان





 ””” من كهوف الأسى “““


... أي سر ، أي سحر عني 

يا وطني تخفيه 

ليبكيك و محنتك .. العالم بأسره

يا وطني الحليم .. يا وطني 

   .. أيها الكريم و ما أكرمك .. 

... أي ولي من أوليائك دهرا دعا لك 

أي أم ثكلى إليها الله نظر نظرة رضا 

و لندائها .. سمع فلبى 

... و أيهم .. من الأطفال الرتع 

حفظة القرآن .. أن استجدى 

و له رب العالمين عطاءً أوفى 

... أيهم من الشيوخ الركع 

صفاء النية فَجْر الفاجعة أن تضرع 

فله القدير أمنا .. أن أهدى ... !؟ 


... أي سر ، أي سحر عني 

يا وطني تخفيه 

لتهب جحافل أبنائك البررة

و إليك .. تحمل عميم الخير و البركة 

يا وطني الحليم .. يا وطني

    .. أيها العظيم و ما أعظمك ..

... من أوحى لهم .. من هداهم

مَن في طرفة زمن و حجم الشجن

جعلهم خلية عمل .. لُحمة أمل

... كيف من كل حدب و صوب 

من فسيفساء الوطن اجتمعوا في سرب

ليشدوا الرحال حيث جلل المطب 

... كيف من مفاصل العزائم

ضاعفوا منسوب الهمم

ليناطحوا السحاب أعلى القمم ... !؟


... أي سر ، أي سحر عني

يا وطني تخفيه 

ليتراجع الزلزال .. النِّزال

آسفا ، معتذرا عما فعل

يا وطني الحليم .. يا وطني

     .. أيها الرحيم و ما أرحمك ..

... كيف نجحت و عز الأزمة

أن تجعل وجه العالم بعد النكسة 

إنسانيا تعلوه عريضة .. هي البسمة

... فمن ألهمك .. من علمك

أن من كهوف الأسى

تخرج ليوث الدجى

و من رحم الطلق و فظيع الصرخة 

تولد مفردة الأجنحة .. شآبيب الرحمة 

... تبكيك النجوم يا وطني عزاء

و يبكيك القمر حسرة

و أبكيك أنا بكلي .. فخرا و عِزة

... فأي سر ، سحر تخفيه عني

يا وطني ... !؟


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés