كيف أبدل ثوبي ؟/ الشاعرة نازك مسوح

 


كيفَ أُبدِّلُ ثوبيْ؟

______________

كيفَ أبدِّلُ ثَوبيَ

 الأخضرَ المُوشَّى 

 بقمحِ الشَّمسْ؟


وهوَ الذي قالَ عنهُ الشَّاعرْ

" جريس السّماوي":

".. تخذلُني اللُّغاتُ

فأكتفي بنقوشِ ثوبي.."؟


كيفَ أُبدِّلهْ،

وفي ثَرى طيَّاتهِ

نبتَتْ مزارعُ

الزَّعترِ البرِّيّْ،

والنَّعناعِ البلديّْ؟


كيفَ أبدِّلهْ،

وَقد عرَّشَ اللَّبلابُ

بخفَّةٍ ورشاقةْ

 ليطرِّزَ حَوافَّ

 أكمامِهِ المسكونةِ 

بماءِ الزَّهرْ،

زَهرِ العِناقِ السَّرمَديّْ؟


كَم نامَت في 

أَسِرَّةِ جُيوبِهِ

أحلامُ سَكاكِري!

ثمَّ كم ذابَتْ،

 لا بل تلاشَتْ،

على ثغورِ

مُدُني المنسيَّةِ 

خلفَ الضَّبابْ.


ما شعرَ عُنقي يوماً

بالدِّفْءِ والحنانْ، 

إلَّا في أحضانِ

 حريرِ ياقَتِهْ،

فكيفَ أُبدِّلُهْ؟

لا لا لَن أُبدِّلَهْ!


نازك مسُّوح

Commentaires

Articles les plus consultés