درب الفضيلة/ الأديب حسين حمدون

 


دربُ الفضيلة


عاش سعد عزيزاً موقراً بين أبناء مجتمعه فهو ابنُ العائلة ذو النسب الرفيع والفكر المُستنير اتسم بالأدب الرزين وسمو صفاته ونُبل أخلاقه، كان عند تزاحُم المكارم سباقاً وللخير مُبادِراً حتى ضُرِب به المثل وأضحى قُدوةً يُحتذى بها، لم تتمكن عواصِف الزمن أن تُغير من طِباعِه أو تحيده عن مبادِئِه فهو الموقن دوماً بأن الناس صنفان:  منهُم من يزيدك حماسةً على درب الخير ويصقُل بداخلك رِداء الأدب ومنهُم من يسعى إلى تحويل ما تتحلى به من ملكاتٍ حميدة إلى مادة صدِئة وبعد الانتهاء منك ينتقلون إلى غيرك بغية الإسفاف بالمجتمع بأكمله لذا كان نجاحه نابعاً من تلك الرواسخ، وبما أن درب الفضيلة قد يواجه الأشواك قيل التهليل والورود فإن سعد اتخذ من الجراح التي قد تُصيبُه من  ألسنة وأفعال اللاذعين عزماً إضافياً لتحصين ذاته من عوامل الضعف والتقهقر، وبين كُل تلك المُعطيات كان إيمانُه بأن من كان في وئام مع الخالق هان أمامه كُل شيء وعاش في تصالُحٍ مع الذات وهنا تُحلِق السعادة في الداخل، لذا كان اعتقادُه بأن من سعِدت روحُه أضحى كطائِرٍ وجد سِربه، ومن جمال المضامين التي تحلى بها سعد عُنفُوان الكرامة وبما أن الكرامة لا تُشترى ولا تُباع كان ذلِك المُناضل الشرِس الساعي دوماً نحو عالمٍ أرقى حيثُ تُحترم الناس لإنسانيتها وتُقدس لعلمِها وتسود بفضائِلِها وذلِك ميزان الوجود الأرقى والأسمى، ومن هُنا نسعى لنتحرر جميعاً من رِداء الأنا بأفُقه الضيق وسلبياتِه نحو عالمٍ رحبٍ يرسُم معالِمه المُتكاملة سعد وأمثاله بريشة صِدقِهِم وبذور الخير التي زرعوها وبذلك نمضي نحو خط السلام الأبيض.


حسين حمدون/ لبنان 14. 9. 2023

Commentaires

Articles les plus consultés