دموعك يا وطني/ الشاعر مصطفى سليمان

 



””” ... دموعك يا وطني “““


... غالية دموعك يا وطني .. غالية 

صن بهاء "البهجة" و عيونك   

اِكظم غيظك .. هادن رد فعلك 

... و دع أعصابك كما هي 

مسالمة .. باردة .. هادئة  

... للهدهدة .. 

أحلاما وردية .. عمر براءة الطفولة 

و على الهزات الماكرة .. الغادرة 

... أمانة .. داعب مهد المد و الجزر  

سيمفونية الأبد .. للأمل هي 

     .. امتداد الأزمنة الدافئة الوفية .. 

... لملم تعبك .. ضمد جروحك 

و سِر وحيدا مهيل الخطو و أُفُق المدى 

عانق عودة حفيف الطيور المهاجرة 

وَجِّهْها حيث المشتهى 

... و كعادتك .. ابسط جناح الطمأنينة 

عاثري السبيل .. وجهة الابتسامة 

... أن الحياة بما أتت 

لَتَظل مسافة عمر .. ليس إلا 

... و أن الأقدار .. و كيفما جرت 

فالمدبر حكيم و ثناياها 

... نحن فيها .. و درب المسير 

بتعب يتكئ كاهل تعب .. نمضي 

     .. مَسيرَ الحكايا الجميلة .. 


... غالية دموعك يا وطني .. غالية 

و أنت الصاعد سحيق صدمتك 

... عَودَتك .. لا تنظر الخلف أبدا 

لا تنسى أنك المصطبر و آلامك 

... و ما سُجِّل يوما عنك 

أنك .. خنت طُرفَ قضية 

... فكل السفن .. التعبة التيه 

غابر الأزمان .. دهاليز الأمكنة 

أفردت لهاث الأشرعة و أحضانك 

مطمئنة .. آمنة .. سالمة 

... شهادة .. و صحيح نهجك 

تمضي الأيام مؤثثة تاريخك 

... فلتأتي الرياح عكس الاشتهاء 

و لتهتز الفصول ثائرة مشارف الشتاء 

و لتكن الهزات وحوشا بطاشة 

كأن تلامس زئيرها شفاه السماء 

... فأنت المؤتَمن .. الحصن الحصين 

مسافة ألم .. حسرة .. أسف .. بناء 

      .. و ما بعدُ .. إلا الهناء ..


... غالية دموعك يا وطني .. غالية 

فعلى مواسم البداية .. “الوصايا"

... كفكف دموع الصبايا

و حاصر نحيب الأمهات الثكالى 

... اجبر خواطر اليتامى 

و لا تستجدي أحدا 

أنه .. من غير القدير .. لا حماية 

و مِن غيرِه .. لا يُستجدى 

... هي دلافينك البرية البيضاء الصغيرة 

كعادتها .. و من غفلة غبش الظهيرة 

و من بطن الآهات .. الدفينة

أن مالت السرب .. مداعبة الانعكاسة البهية 

قرص الغروب .. "شمس العشية" 

... لعلها تغنم خصلات ذهبية 

انتشاءً .. كأن تشكل أول ضفيرة 

أن تسابق كرماء العطايا .. هدية الهدايا 

... للأسطورة .. ل "حورية المساء" 

خماسية النجم .. الوفية 

تجديدا و عهد الانتماء .. للمبايعة 

... حرصها .. الدائمة البشاشة 

أن تأتيهم .. السابقة الموعد 

... بكل الصدر البلوري الرحب 

تدرسهم أول الفصول .. العزف النادر 

عزف سيمفونية المحبة .. التآخي 

أن الإنسانية هبة السماء 

  .. الحلم المتسيد الأحلام الأبدية ..


... غالية دموعك يا وطني .. غالية 

لا عليك .. ما علموا و ما صدقوا 

... أنه .. من صفاء سِلم طبقات الأتربة 

و من مفاصل الصفائح التكتونية 

يحبك وحش السبات .. غالبا 

       .. أبشع محكية .. 

... ظل كما عهدناك و صدى المواويل 

أنك الوحيد من يراقصها .. الأمنية 

... يتغنى ملء صهيله .. المدى 

و أنت الوحيد المقنع و ورود الأصباح

تفكيك شفرات هسيس الندى 

استفاقة .. الحلم الفريد العصي 

     .. أجفان العمر .. المتخلى .. 

... عليك .. و أنتِ الكريم 

طابت مرورا كل الفراشات العليلة 

أمناً .. تعبر و مديد مواسمها العطرة 

ما انتابها التردد أبدا و لا هي ارتابت 

... و على تفوهات الأصباح الأولى 

تُلمِّع الأوراق الندية .. أجمة السحب المثقلة 

نسج الفسيفساء الساحر .. الألوان الزاهية 

... فكل مخيلات العذارى 

امتدادك .. اختمرت و الأفكار الحبلى 

... ما اختَلَت .. ما مُسَّت 

هو اللقاح السابق "الوباء" 

حب الأوطان الصادق .. النادر الوفاء 

أجج مشمَّ الحروف عطر الحقيقة 

     .. اكتمال بدر الملاحم الوثقى .. 


... غالية دموعك يا وطني .. غالية 

فطوبى لك .. طوبى 

... أن عاينت وقائع "الفجيعة" 

و وثقت "الصور" كما هي 

... هي النبيلة الأبية .. أجيالك 

عشقت فيك صدق الوفاء 

رضعت و منبتك معتق الصفاء 

... ما ظنت أبدا أن "الأرض" 

و من ألوان تتراقص و شفاه السماء   

... أن يُنتشَل بُرودة .. "اللحاف"  

لا طرفة استفهام .. أن حسمت "المهام" 

أن زلزلت الأفئدة .. زلزالها 

... فكيف و حضورك .. تقصف المزحة

كيف تغمض عين الفرحة

... و كيف خساسة .. جرأة

أن تخدش مرآة الحياء 

... كأن تخرج إناث السلاحف 

نزقة .. ثائرة .. نازعة دثار الحشمة 

و ترمي بيوضا تنبض حياة 

... تيئيساً .. أن لا مجال  و لا أمل 

في أن تبلغ الأجيال المتعاقبة يوما

       .. مبلغ الحكمة ..

... فطوبى لك يا وطني .. طوبى

سلامتك .. سلامة أجيالك

أنهم و امتداد الشدائد

      .. ما كانوا إلا .. القدوة ..


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés