جفون الزيزفون / الشاعرة نازك مسوح



 جفونُ الزَّيزَفُونْ

______________


على مَرمَى سُنبلتينْ،

 ليسَ إِلّا...

غرَسْتُ أناملَ منجَلي

لتصطبغَ بحنَّاءٍ

من رُفاتِ الوَرى،

وتتعمَّدَ بعبيرٍ

تنشَّقتْهُ رئةُ الثَّرى.


أيُّ العطورْ؟

 لا بَل أيُّ الطيوبِ

  تكتنزينَ بينَ

 ضِفافِ حُسنكِ

 أيَّتها الأُمُّ الدفَّاقةُ العَطاءْ،

أيَّتها الرِّياضُ الشَّهيَّةْ،

أيَّتها السَّيِّدةُ السَّمراءْ،

السَّيدةُ السَّرمديَّةُ السَّناءْ؟


ما السِّرُّ في عشقِ

 ديمةِ رُوحي

 لأديمِ ظلالِكِ الرَّخيَّةْ؟

 أهو تعلُّقُها بندى

 العودِ و الآسْ،

أم أنَّهُ الحنينُ الأزليُّ

 لخضراءِ الدِّمَنْ؟


دَعيني أنمْ

 ملءَ جفونِ الزَّيزفونْ،

دَعيني أمضِ

 بينَ هفهفاتِ

 وَوشوشاتِ الدُّحنونْ،


دَعيني أُصغِ لزوربا 

إِذ يَقولْ:

"..فأنا أغربل نفسي

كلَّما تقدَّمَت بيَ السِّنّْ،

فأنا أُنظِّفُ نفسِي..."


 دَعيني أتَغلغلْ

في عروقِ 

بئرِكِ السحيقْ،

أبحثْ عن لَحدي

 بينَ جذورٍ

طوتْها أَكُفُّ السِّنينْ،

لكنَّها ما بَرِحَتْ،

 تغنِّي للآتينَ

 منَ البعيدِ البعيدْ.


نازك مسُّوح

Commentaires

Articles les plus consultés