اوراق خريف الربيع/الشاعر مصطفى سليمان
“““ ... أوراق خريف الربيع “““
- الورقة الأولى :
.. لا عليكم .. لا عليكم ..
... أنتم الصواب و الحق معكم
فلا مبرر لنظل .. و لا نرحل
... أنتم القضية و أنتم الأصل
و نحن مجرد عرب .. العرب الرُّحَّل
... طبتم و طاب مقامكم
و لنا نحن .. الخيبة و هائل الألم
... أننا .. غريبُ فصيلٍ
لربما .. سقط سهوا و كوكبنا الأرض
ظنا .. يتحملنا و يمنحنا الأمل
... فلا عليكم .. لا عليكم
.. أننا عرب .. العرب الرُّحَّل ..
“““ ... أوراق خريف الربيع “““
- الورقة الثانية :
.. لا عليكم .. لا عليكم ..
... هكذا رسمتم ملامحنا و مناهجكم
و هكذا يُدرَّس طلابكم رأس كل فصل
... أَنْ عَرَّجتم و منحى التاريخ
و قَطَّعتم المفاهيم ألسن المنهل
... أَنْ اشتريتم كامل الذمم
و نَوَّمتم صحوة الضمير أَسِرَّة الكسل
.. و ما اكتفيتم .. ما اكتفيتم ..
... أَنْ فقأتم عيون الحقيقة
و عطلتم دولاب الكوكب عن العمل
... مَتْرَسْتُم كل وجهات السير و النظر
أن ڤَيْرَسْتُم شوارع الشعور .. وباء الشلل
... لا عليكم .. لا عليكم ..
.. أننا عرب .. العرب الرُّحَّل ..
“““ ... أوراق خريف الربيع “““
- الورقة الثالثة :
.. لا عليكم .. لا عليكم ..
... للعلم .. أننا نعلم من أنتم و كيف أتيتم
نعلم كيف دخلتم و متى و أي المدخل
... لا أحد امتداد التاريخ منعكم
نبلا .. يوم ضاق بكم العالم
.. شتاتَ .. شتاتَ .. قدمتم
أَنْ رحبنا بكم ضيوفا و القدير يعلم
جملة و أوطاننا .. "الجمل بما حمل"
... ما تذمر منا أحد و لا هو اشتكى
تلكم خصالنا .. بها نحيا و عليها نموت
... أننا الخلايا و نحن النحل
و أراضينا الشهد و منها العسل
... فمبارك هو الضيف إذا ما علينا حل
فألسننا كرما تتقطر و حفاوة تحفل
و قلوبنا نبراس البياض .. أبدا لا يأفل
... فلا عليكم .. لا عليكم ..
.. أننا عرب .. العرب الرُّحَّل ..
“““ ... أوراق خريف الربيع “““
- الورقة الرابعة :
.. لا عليكم .. لا عليكم ..
... آه منا .. أنَّا حق المعرفة نعرفكم
أملا .. "غامرنا" .. أملا .. "قامرنا"
... و كامل يقيننا .. نأمل
العدول و سالف سواد تاريخكم
الوقوف و جادة مبلغ رشدكم
... ما تبتم .. و طبع الإنسان ما ركنتم
كأنه التاريخ عاد بكم .. و البدايات
... أنكم "المنزهون" .. "المختارون"
و الكل .. خُلِق لأجلكم .. للصمت
و على الطاعة العمياء .. خُدَّامكم
ما رمتم الإقرار .. أَنْ : "كله بأجل"
... أن "الأساطير" أبدا ما أسست .. ما شيدت
و سحيق الفراغ .. كوخا ، بيتا ، قرية و لا وطنا
.. فكيف لحلم من صلب وهم .. !؟
و إن تبادر ذهن أحدكم ... إلا و خُذل
أنها الأفعال الشيطانية .. الأحلى فيها حنظل
... أن "الأساطير" أفيون الأعراق
و من ذاقه مرة .. إدمانا انخذل
... لا عليكم .. لا عليكم ..
.. أننا عرب .. العرب الرُّحَّل ..
“““ ... أوراق خريف الربيع “““
- الورقة الخامسة :
.. لا عليكم .. لا عليكم ..
... فلا بأس .. إن صارحنا فيكم "عاداتكم"
عناوينها أخجلت عَدَّاد الإحصائيات
و التاريخ أشاح و وجهه عنكم
... أن مل و لائحة خرافاتكم الطويلة
و خصالكم "الصبيانية" الذميمة .. مل .. مل
... النكث ، الخداع ، الغش ، الكذب ، المخاتلة ، المواربة ، المخادعة ، المراوغة ، المداورة ، المداهنة ، الممالقة ...
و تطول اللائحة .. تطول .. و تطول
.. و منها الشيطان انذهل ..
... و لا فيكم رجل رشيد .. حكيم
.. ينبهكم .. يحذركم .. !؟
أن النذالة .. أنتم و الكذبة "المهذبة" .. أنتم
... كل ملفاتِ الأوطان تنتظركم
قارعة الرصيف .. الجلسة .. الأخيرة
... لا أظنها .. ترأفكم .. ترحمكم
لا الموائدُ الطويلة و لا المستديرة
... أنتم محنة المخاض المضني
سِجِّلاتِ الولادات المشوهة العسيرة
و أنتم العار المخزي مضارب "العشيرة"
... إذ تبرأتكم الجوامع ، الكنائس و الأديرة
أنكم بالعلم .. و "المصيدة" القاتلة
.. إن الغد لناظره قريب ..
فلا تَّساءلوا عما العمل .. إنه الأجل
... لا عليكم .. لا عليكم ..
.. أننا عرب .. العرب الرُّحَّل ..
“““ ... أوراق خريف الربيع “““
- الورقة السادسة :
- النهايات.
.. لا عليكم .. لا عليكم ..
.. كأنها "النهايات" .. و لا أسف ..
... إن وُهِب وطن ب "المجان"
ضارب تاريخه عمق الأزمان
فليتساءل الممنوح .. فليستفسر ..
... و عليه .. وجب إعمال العقل .. أن يسأل
كيف شربتم المكيدة و كيف ابتلعتم الطعم .. !؟
... متى مِن هيكل "الشتات" يتأثث الجسد
و منذ متى على إبادة حياة يُشيَّد البلد .. !؟
... لا أحد صدقا يصدقكم .. لا أحد
عودوا سالف تاريخكم
و عُدُّوا كم منها "نهايات" .. نجا حلمكم
... و ما نجت "الأحلام" إلا ل "غايات"
.. أنه فقط الأجل .. يُمهَل و لا يُهمَل ..
... طمأنينة اطمأننتم .. و كل العالم معكم .. !؟
يا لقصر النظر .. مما امتلكتم و حياتكم
... للأمانة ننطقها جهرا و مسامعكم
ارموا بكل نبوءاتكم .. ترهاتكم
... فما اجتمع شتاتكم إلا و خرابكم
كأنه اجتمع "الشمل" / "الشتات" و اكتمل .. !!!
... أنكم على سدة المحفل
سارعوا .. سارعوا قد ضقنا منكم ذرعا
سارعوا إلى حتفكم .. حيث حِيكَ لكم
... أنه الصنيعة المخزية و "حلفاء" سعيكم
.. سارعوا .. سارعوا .. أننا على عجل ..
.. فكله مُمَسرح و للمسرحية أجل ..
... فلا عليكم .. لا عليكم ..
.. أننا عرب .. العرب الرُّحَّل ..
- هامش :
- المُثبَث أن نهايتها في قيامها.
مصطفى سليمان / المغرب.
Commentaires
Enregistrer un commentaire