لنمزق اللثام /الأديب احمد علي صدفي
لنمزق اللثام!
إذا ضُيِّق على العلم، لبس الجهل لباسه وتلثم بثوب الوقاحة وخرج بين الناس يدعو الى ثقافة تخفي ما ينفع و تروج بين الناس ما يظهر النفع ويخفي الفشل. وهذا بلاء ابتليت به الحياة اليوم، ولا ينكره أحد له عقل سليم.. لم تعد حقيقة أي شيء كما كانت عليه. كل شيء في هذه الحياة أضحى اليوم ملثما. كل شيء فيها تزيف أو زيفوه من أرادوا استغلال القوم بما ألبسوه للحياة من ثوب الشعارات الرنانة وما قيدوه بها من قيود الإستسلام النفسي، وما يظهرونه للعيون من زخرفات مزركشة بكل أنواع ألوان النفاق. لم نعد نعرف الصدق من الكذب، ولا الصح من الخطأ، ولا الجميل من القبيح. لم يعد الإنسان قادرا على أن يؤكد أن ما أرغم على عيشه، أهو الحقيقة أم هو شيء مصطنع أرادونا أن نقبله كحقيقة ونوهم أنفسنا بأن هذا هو الواقع الواجب عيشه؟ واقع خداع يريدون أن نذلل به أنفسنا و نلزمها على عيش ضنك وبؤس مدقع وجهل مفرط هم من أبدعوهم لنا. عيش يريدون أن نقبله بكل أريحية و بدون تساؤل ولا ردة فعل ولا حذر..
لقد خدعونا بالكلمة الحلوة المغلفة بالنفاق الممتهن، واستحوذوا على قلوبنا بالنقر الإحترافي على أوثار العاطفة، فضللونا حتى سرنا جميعا على الطريق الذي رسموه لنا، و تقيدنا بخريطة حددوها لنا لم نجن كثمار من التقيد بها إلا التضليل، فتهنا حتى ما عدنا نعرف رؤوسنا من أرجلنا...
لنمزق اللثام من فوق وجه النفاق، مدرعين بتروس العلم ورماح المعرفة لكي نكشف ونرى وجه الحقيقة الحقيقي. لنمزق اللثام، ليظهر لنا الصواب من الخطأ، ونكشف ما يخبأ لنا وراء هذا اللثام السميك الذي أراد به صناعه أن يوهمونا بأن ما نعيشه هو العيش الذي كتب لنا والذي هو من نصيبنا. وأنه هو الحقيقة التي يجب علينا عيشها والتمسك بقوانينها ونرضى بما قسموه لنا هم، ولا نطالب بما قسمه لنا خالقنا فوق أرضه المعطاء التي وسعت رزقا للجميع...
والله المستعان.
أحمد علي صدقي/المغرب العزيز
Commentaires
Enregistrer un commentaire