المحارب الصغير/الكاتبة مها حيدر

 




المحارب الصغير


منذ أن ولد  وحجر قوي لا يفارقه ، يثق بنفسه ولا يستسلم أبدًا . أستشهد أبوه مدافعًا عن تراب فلسطين ، فأراد الثأر له ونصرة وطنه الحبيب .

أخبر أمه بنيته الخروج ليقاتل الأعداء ، فرفضت قائلة :

- لا يابني .. أخاف أن اخسرك ، لم يبق لي في هذه الحياة سواك .

لكن الولد الصغير أصر على ذلك ، فوافقت الأم على مضض والدموع تنهمر على وجنتيها .

هيأ الولد نفسه للقتال . وقبل الذهاب حضن أمه قائلًا :

- سأرجع لكِ يا أمي  إن شاء الله.

- عدني بذلك يا ولدي .

- لا أستطيع أن أعدك ولكن أرجو ذلك ، فإما حياة بعزة أو موت بكرامة ، هذا هو قدرنا .

قبل رأسها وانطلق وهو مهمومً لفراقها فرحً لملاقاة الأعداء.

 وصل ساحة القتال ، وحانت منه التفاتة لشجرة زيتون ، فشاهد البوم الحكيم .

- ماذا تفعل هنا ؟! فأنت ولد صغير .

- جئت لأدافع عن وطني .

- نحن أيضًا جئنا كي ندافع عن فلسطين وأهلها ، هيا نحارب معًا.

دقت ساعة الحرب ، قاتل الجميع بشجاعة لا توصف ، وقد بذلت عديد الحيوانات ارواحها فداء للوطن  ، ولم يبق سوى البوم والولد الصغير ، وقد حوصرا من كل الجهات .

وصرخ طير الحمام مستنجدًا :

-  ياالهي !! لقد أصيب البوم بسهم .

هرع الولد الصغير لمساعدته ، لكن الأشرار أطلقوا عليه النار ، فأستشهد وهو سعيد فقد أخذ بثأر أبيه لما قتل عددا من الأعداء قبل أن  يقدمً حياته فداء للوطن .

ورغم أنه وأصدقاءه لم ينتصروا ، لكن الجميع كانوا فخورين بهم . و شيعه الأهل بالزغاريد والدبكة والطبل وقد لُفَّ نعشه بعلم الثورة ، وأطلقوا عليه لقب المحارب الصغير .

بقيت الأم وحيدة لفترة ، وبعد تفكير اتخذت قرارها مثلها مثل ابنها ، ومضت إلى الميدان فرحة فقد حان موعد لقائها بزوجها وأبنها الصغير .


مها حيدر

Commentaires

Articles les plus consultés