الموت #يقترب / الأديبة جميلة مزرعاني

 


الموت # يقترب


يا عشّاق السّلام مطلقي رفوف الحمام فوق مروج الياسمين الشّامخة محبّة ووئام أوقفوا الحروب المستديمة عبر الزّمن.

ذي قلوبنا روابيها تحترق نعناع المهج يحتضر ريحان الجوارح أفسده ريح البارود النّتن ، جمد دم الأرجوان في أوردة القلق وتخثّر نبيذ شقائق النّعمان في كأسه الحنظل 

أرتال الغصص تحاصر حناجر الألم فيبهت بريق العيون خلف مداءات التّرقّب والوجل متاريس البراكين المفخّخة المنصوبة عند حفافي الخلجات تمتصّ تنفّسها حلو الحياة .سنوات عجاف تستبيح رحيق الألباب تعطّل ميكانيكيّة الوجد في استنزاف ساري المفاعيل، أما آن أن تضمّدوا جراح أحلامنا المكلومة؟ وتسرجوا فراشات تاقت للضوء؟ أليس فيكم من متمرّد على لغة العنف والقتل المجاني يزهق أرواح الزنابق البريئة و الأبرياء العزّل؟ لم لا تقفون بوجه من مردوا على القتل والدمار واستباحة الحرمات وانتهاك الدّماء؟ كفى تجريمًا للعصافير الحرّة تبيدون تغاريدها بلا رحمة بدم بارد. كفى تلويثًا للنّسائم البليلة تمنعونها إنعاش الوجود .تخنقون أنفاس الورود فيستشهد العبير على أيدي حفّاري القبور .


جميلة مزرعاني 

لبنان / الجنوب 

ريحانة العرب

Commentaires

Articles les plus consultés