لا تهادن بني / الشاعر مصطفى سليمان




 ””” ... لا تهادن بني “““


      .. لا تهادن .. 

... لا تهادن بني .. لا تهادن 

فلن تجد معدنا أصيلا 

وفيا .. متفردا .. 

شاحذا براثن العزائم و الهمم 

... كرماد "الركام" الساخن 

انبعاثة حياة .. تحت القدمين

... كنبض الأرض الموجع 

قبضة النصر .. استكانة بين الكفين 

... و ابتسامة تعلو محيا الحياة 

ولو نُزِّعَت .. الشفتين 

... لا تهادن بني .. 

لا تهادن

فلا حياة يعيشها أحد مرتين

و لا حياة لمن يحمل وجهين 

      .. فلا تهادن .. 


      .. لا تهادن ..

... لا تهادن بني .. لا تهادن

لست لوحدك .. المحاصر 

مواسم "الهَبَّة" نامت و قبعة الساحر 

... اصمد و فصلك الثائر 

و إِنْ انقلبت كل الفصول .. شتاء 

... ناطح بني .. ناطح قدرك "اللعين" 

جابه .. فادح مصيرك 

و إن اتسعت الرقعة .. كامل الضفتين 

... فحظك ساء بني .. ساء 

فلا امتعاض .. لا استشاطة و لا استياء 

أننا .. و الانشغال حتى النخاع 

... يقظة الحراسة و كل الكياسة 

"أوطانا" .. شُيِّدَت و مفاتن النساء 

... و أننا بالقتال بيننا .. كالضباع 

عَلَّنا نغنم ب "نهد" .. أو "نهدين" 

ب "حَلَمَة" تهدهد سعار كبتنا 

ولو في لعقة أو لعقتين 

... في "قبلة" طويلة .. طويلة 

تؤجج عربدة سكرنا و نبيذ "الشفتين" 

... متأسفين بني .. منهمكين 

إرضاء .. "للسفلة" الساديين 

... أتعبونا بني .. أتعبونا 

نحن و بساط التاريخ .. منهم .. لا عليهم 

"رغم الأنف" .. لَمِن المنبطحين 

      .. فلا تهادن .. 


      .. لا تهادن ..

... لا تهادن بني .. لا تهادن 

فلن تجد منا ولو ظل ثائر 

إذا ما احتجت يوما عارم الثورة 

... و على دربك .. بالحشد السائر 

كأن نؤيدك في إشعالها انتفاضة 

... فالأطفال فطرة .. تعشق الحجارة 

و نحن "كثرة" منغمسين شراهة 

تبجحا .. و كل الوقاحة 

.. "ثورة" .. ثورة فاخر السجائر 

نشعلها .. سجارة تلو السجارة 

      .. إنَّا لَمِن التافهين .. 

... أننا .. عنوة ضيعنا البوصلة 

ذقنا ملذات الواقع "الحاصل" 

مصيدة الوقوع و مستنقع النذالة 

فبُعد نظرنا لا يتعدى .. "الفخذين" 

... فلا تنتظر منا .. و لا ترتجي 

قد بعنا كل القضايا بيعة المفلسين 

و أولها .. و للأسف .. أولى القبلتين 

... فلا تنتظر .. لا تنتظر 

      .. و لا تهادن .. 


      .. لا تهادن ..

... فلا تهادن بني .. لا تهادن 

التقط أشلاءك .. استجمع جسدك 

واصل صمودك .. اكظم غيظك 

... مطلبنا الوحيد و الأوحد 

     .. بين يديك .. 

أَنْ استر .. رجاء .. عوراتنا 

فنحن .. سنكون معك و لك 

أبد الآبدين .. لَمِن الممتنين 

... استر فضائحنا .. و لك دعاؤنا 

سعادة الدارين .. مع المُبشَّرين 

... ارحمنا بني .. و ارحم هواننا 

فالخنوع صار عنواننا 

... المذلة و المهانة .. هويتنا 

و الانبطاح الأعمى .. ديدننا 

... فظلّ على نشدك 

         .. نَشْدَ القمم ..

... عذرا بني .. قد رُفِع عنا القلم 

نحن الخونة .. و أنت الأعلم 

نحن الخونة .. و لا أحد غيرنا 

      .. فلا تهادن ..


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés