قيود القدر /الأديبة نور الرفاعي
قيود القدر
أحببتها وزخرفت اسمها بأبيات العشق المرصع بماء الذهب ،وكتبت عنها قصائد ومعلقات ارتجفت لها السطور ورقصت لها الحروف ،فدونت أوقات اللقاء مع محبوبة الصبا ،عندها زخرفت كؤوس الحب، وأنرت مهجة الروح ،فطفرت عقود الزمان،ونثرت مدارج البيلسان،ثم أرسلت مراسيل العاشق الولهان ،ولحنت ألحان المايسترو المعطر بعطر الهيام ،وها هو صوت معشوقة الفؤاد تلازمة مع أيامي وآهاتي ،لأعلن الرحيل المصحوب بفراق غيوم تشرين، وأغلق حقائب الفراق، وأنسج خيوط الوداع الإبدي، وأستنسخ تماثيل عن أمراء إبريل ،وأكبل الحب بقيود غدر الزمان، أصبحت مكسور الشراع مكبل البنان، جف حبر قناديل الشتاء الرهيب ،وتلاقت كلمات الخريف ،عندها حجبت نور الشوق، ومزقت مفاتن الارتياح ،أصبحت ترقص في جوانحي الدمعة الثكلى والحية الضاحكة،بعد عام ،شاهدتها تفرد مخالبها ،متلثمة بالغدر ،معلن حفل زفافها الأسطوري على أمير مملكتها ،شاب في غاية الجمال، أحبها حب يفوق الخيال، ولكن وتين فؤادها ما زال متعلق باسمي، بعد زمن ضئيل من زواجها بدءت مراسم الفرح تنعقد بقدوم مولودها الأول، مرت السنين وأصبح شاب ،شغف دراسة الطب النفسي، بدء بتحليل تصرفات والدته، وأكتشف مع مرور الوقت قصة اسمه الغريب، عندها أدرك بأن ما يسكن الصميم لا يبهم مهما طالت السنين
نور الرفاعي
Commentaires
Enregistrer un commentaire