كأن يودع الوداع وداعه/ الشاعر مصطفى سليمان
””” ... كأن يودع الوداع وداعه “““
... على درب المسير ..
متأبطا ما تبقى منه .. شتاتَ "تردده"
... على الدرب و الأغنيات البعيدة
و لهاثِ النسيم الحامل صدى الرحيل
... يودع الوداعُ وداعَه
.. الوداعَ الأخير ..
يودعه هو الآخر .. مذكرا إياه
أن للوداع وجهَ أغنيةٍ
.. "أسيرة" و متاهات السنين ..
و بعضَ لمساتٍ مكسورة الأجنحة
سهوَ لحنٍ ثائرٍ .. محاصر حزين
.. بُحَّةَ الزئير جدرانَ العرين ..
... كتلك التي يبهت لونُ صهيلِها
و نهايةِ الخريف
... كتلك التي تتوه حشدَ المسافرين
و ناصيةِ الرصيف
... و للوداع أيضا .. رائحةُ تراب
تعلق و خياشيم خطى الترحال
.. متى تَأَكَّدَ و شُدَّ الرحال ..
... و للوداع نكهةٌ تسعر مجساتِ المشم
كنكهة بن الأصباح و مضاجع الغياب
... و للوداع - كالصمت - صوتٌ
يفضح رفيفَ الانسحاب
... و للوداع أيضا .. ابتسامةٌ متخشبةٌ
متدليةٌ و ثنايا وشاح جندي
.. مدفوعَ "الحساب" ..
و هو أيضا .. كيوم لم يكن إلا شاقا
طويلا .. طويلا .. مثقلا و وحدته
"معربدا" و سدَّة العمر
شاردا و كرسيِّ "الهدنة" الزائفة
.. من عيدان الاغتراب ..
... و للوداع "مقصلةٌ" حاسمة لا ترحم
كالزمن .. إن مر و بيت القصيد
يخجل القريض .. العتاب
... تظل الكلماتُ مفصولةَ الحياة
تَبعُد المعاني المفاهيم .. مرفرفةً الأعالي
تناشد العمرَ ملجأً عصيَّ المنال
.. منتجعَ "الخلود" .. أَسِرَّةَ السحاب ..
مصطفى سليمان / المغرب.
Commentaires
Enregistrer un commentaire