السلوقي والأرانب / الشاعر أحمد صدقي
السلوقي و الأرانب...
كن سيد نفسك حتى لا تكون هي سيدة لك فتجعلك عبدا لها. ويالقبح عبودية تجبرك على القيام بأفعال رغم إرادتك!
النفس لما تستعبدك، يعمي سواد أفعالها بصيرتك، فتأمرك بالسوء وتظن أن ما أمرتك به هو لصالحك..
النفس إن استجبت لرغباتها تجعلك تجري وراء أهدافها وليس وراء أهدافك.. تجعلك تجري جري السلوقي خلف أرنب صغير يلهث وراءه وما يدركه. لما تكن سيد نفسك تكن مثل هذا الأرنب. يركد وراءه السلوقي السريع، ورغم سرعته فهو لا يدركه. لأن الأرنب سيد نفسه ويجري ليحيا، والسلوقي عبد يجري ليصطاد الأرنب لسيده..
إن كنت تسعى لتلبية رغبات نفسك فستكون مثله. سعيه من ركده هو أن يستل الأرنب من بين الأشواك، لما يصيبه سيده، ليقدمه له...
لا تكن كهذا السلوقي، تسلمك رغبة لرغبة، تلهت وراءهم، فلا أنت مستمتع بما كسبته ولا أنت مرتاح لكسبك..
ومن أقوى رغبات النفس اليوم، السلطة وجمع الأموال وتكديسها..
إن كان لك أخي فكر ناجع، تعلم أن ما قل وكفى خير مما كثر و ألهى..
إن كان لك أخي فكر صحيح، أعرف أن المال هو لتغطية الحاجيات وليس للتكديس في الأبناك...
أحمد علي صدقي/المغرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire