حكاية بلا وزن ولا قافية / الشاعرة جميلة مزرعاني
حكايا بلا وزن ولا قافية
ما أحوجنا إلى صرخة تخرج من الأعماق تدوّي في فيافي الانشراح تلفظ ذيول معاناة تصحّرت في متاهات النّفس ، تقلع شوكة من خاصرة الألم تنزع جلد الإحباط عن ذاكرة الوهم، تُقيل جبل الأعباء من على كاهل العمر تُقاضي من يقبض على أنفاس الأماني، من يطوّق أريج الزّهر الغضّ ويحاصر منابت الحلم في مياسم الوجد من يبيع بالرّخيص ندى القلب، صرخة تكشف النّقاب عن سريرة أضناها الكتمان علّها تزكّي النُفس من حكايا بلا وزن ولا قافية تشذّب آفات ترسّبات عالقة على شجر العمر ومستعمرات الخلَد لتريح صدر الحياة من عناء النّصب وفساد العناقيد على دوالي الأيّام محطّات شغلت مفاصل العيش تسرد يوم طار القلب في سماء العشق كطائر الهدهد يتلمّس الأحلام السّاطعة يطلق تغاريده بنهم العاشق الوله ليبلغ فردوس سناه فيتراقص الأفق يخرّ ثملان احتفاء بحبّ عابر للزّمن سرعان ما يتهاوى يُسقِط الأمل مكسور العصا والجناح منزوع السّياج والأمان يتعثّر عند سواتر الخذلان يُقفل منافذ القلب بالشّمع الأحمر آملاً أن يتجاوز محنة السّراب فيعلن العصيان رأفة بسلامة الخاطرة يستأصل قصصًا لا وزن لها بمقياس الذّهب يمحو ما بقي لها من الأثر باستلهام العبر.فهل تستمرّ حياة بلا عمودها الفقريّ؟ أليس كشجرة بلا جذور في قلب عاصفة هوجاء؟
جميلة مزرعاني
لبنان / الجنوب
Commentaires
Enregistrer un commentaire