عائدون من تيه المآسي / الشاعرة نازك مسوح
عائدونَ من تيهِ المآسي
___________________
أيُّها المُحلِّقونَ
في سماءِ القلبْ،
رغمَ أنفِ النجومْ؛
رغمَ عصفِ الأفلاكْ،
و غضبِ الغيومْ؛
ما أُحَيلَى أن تجمَعُوا
عيونَ الثُّريَّا،
في سلالٍ من نورْ!
أيُّها الفارُّونَ
من جحيمِ الشوقْ،
بعيداً بعيداً
عن وجناتِ الثَّرى؛
لا تعودُوا إليها
إلا في حقائبَ من مطرْ،
مطرٍ غزيرْ،
تعزفُ أنامِلُهُ
لُحونَ الألفةِ و الارتواءْ.
أيُّها العائدونَ
من تيهِ المآسِي
من هاتيكَ المعمعةْ؛
اِنزعوا ثوبَ الأشواكِ
عن جسدِ الجُوري،
قبلَ أن تفتَرِشوهُ
سجادةً حمراءَ
لأحلامكُم الورديَّةْ،
الثُموا ثغورَ بتلاتِهِ
المعشّقةِ بحبَّاتِ النَّدى،
تعمَّدوا برحيقِهْ،
وكنحلاتٍ طنينُها
يصمُّ الآذانْ،
اجنُوا جرارَ
عسلِهِ الأسمرْ،
ثُمّ نامُوا نامُوا
بهدوءٍ بينَ أجنحةِ
الدَّعةِ والسّكينةْ.
نازك مسُّوح
Commentaires
Enregistrer un commentaire