الله معك / الأديبة جميلة مزرعاني

 



الله معك


من مثلك صامد بوجه غزوة الكون الكبرى؟ وأنت غارق بأحضان سكينة أبديّة تعتمر الشّموخ عمامة صمود حمراء متماسك بجذور تمتدّ دعائم راسخة تشبّثت بباطن الأرض كشجرة زيتون قدرها الخلود تنبض عنفوانًا بعين الشّمس آلتْ أن تنذر شعاعها يغسل حثالة عين حاسدة، تطهّر أالمدى من آفة مطامع تحلم تقتلعك من مجد ثوابتك العريق، مارد بوجه من سوّلت له نفسه دكّ معالم حصنك المنيع عملاقٌ غير آبهٍ لأضغاث أحلامهم قدرك أنّك في مرمى الرّياحين يمتزج مجدك بعبير الطّيّون والأقحوان والزّيزفون عائم برائحة عرق أجداد مردوا على الوفاء والتّعلّق بالأرض.إلى عبق الأديم يحمل في طيّاته سنابل الخير والنّعيم، بالله تخبرهم أنّك باقٍ تستمدّ من الصّخور جلمود البقاء تصافح الوهاد والأودية تعانق الجبال العالية تقارع الأرياح العاتية بعزم لا يلين فيا زمان.جذّبْ ويا شراع أمضِ إلى مطافك الأخير هناك على رابية صرح ممجّد تعشق القلوب سكناه يطاف عليه آيات بيّنات محروس من الرحمن يثغو على وقع صرخات تدوّي في الآفاق: الله معك يا بيت صامد بالجنوب .


جميلة مزرعاني 

لبنان / الجنوب

Commentaires

Articles les plus consultés