قصة قصيرة /المصطفى نجي وردي
على كرسي خشبي اهترأت جوانبه الأربع،جلست تترقب..تراقب عودته عبر شقوق الشمس الساطعة المحرقة،ووراء ظهرها،بمدخل البيت العتيق،وعلى مزلاجه قفل شد وأحكم من جميع الجهات،تحرسه وتقطع المسلك المؤدي للداخل،دراجة نارية تشتم ريح النسيم العليل المباغت بين الفينة والأخرى،وواجهة الباب الرئيس لمدخل البيت العتيق،تعرفت ألوان الطلاء وبهتت،لا ذبل بريقها..ومن على الحائط زليج تهاوى وتفتت خليطه ومزيجه من الفخار الأصيل...
وعلى طول الزقاق المؤدي للبيت،والرابط بين الدروب والأحياء الضيقة الأخرى،صخب وضوضاء وجلبة،ومارة تحدث اللهفة والشهقة واللوعة والشوق...
وقلب امرأة تجاوزت الخمسين بأميال الخطو، معلق،اكيد ما يكاد يفلت من صدرها عند كل مرأى ومسمع صوت يشبه الصوت المنغرس في القلب والصدر.
صورة طفل متعلق بأهداب امرأة مسنة،يصرخ..يشهق بالبكاء..يطلب قطعة حلوى ولعبة من لدائن،يفتق بها المتخيل..يطلب أباه كي يعجل بتلبية طلبه غير المعتاد...
في الجهة المقابلة للبيت،امرأة تعرض أطباقا وقصعا للبيع وهي تعجن الرغيف وتدخله في فرن من رماد،وعلى نار هادئة تنضجه،فيتسابق على اقتنائه مجموعة من الزبناء اعتادوا التسوق من تلك المرأة المناضلة..
Commentaires
Enregistrer un commentaire