يوم تتكسر العصا / الأديب أحمد علي صدقي
يوم تتكسر العصا!!!
تساؤل يراودني كلما رأيت إنسانا تقدم لمنصب وقطع وعدا وما أوفى به. و عوض القيام بما وعد به من ساندوه، يخون أمانته، و يسفه نفسه. يسهر على سفاسف الأمور ويصبح نقمة على من ساندوه. يهدد من أتاه طالبا حقه عنده. يتنمر على الجميع بعصا منصبه، يفسد في الأرض ولا يصلح فيها!!!
هل ينسى هذا الإنسان سريعا، كيف كان وكيف أصبح ومن أوصله لما هو عليه؟
كيف يضيع عن باله أن مدة صلاحيته ليست إلى ما لا نهاية؟ فهي منتهية، طالت أم قصرت؟
يوم تتكسر هذه العصا السلطوية التي أصبح يهش بها على مكتسباته، يحرك بها مآربه، و يعنف بها الكبير والصغير ممن هم تحت إمرته. سيأخذ الندم بيده حينها ليريه من هي حاشيته. وسيتبدى له من استفادوا من غباوته: من منافقين ومنافقات و منتهزين ومنتهزات ومن هم من طينته، من ذوي الوجوه المتعددة، من شرار الناس وخبثائهم.. يوم يغادر دفة الحكم مرغما بإرجاع مفاتيح المكان لمن سيأتي بعده يعرف من هو ومن كانوا بطانته..
كم هو صعب هذا اليوم!!! صعب على هذا الذي تنحى وأصبحت مخلفاته تسائله و تظهر له أنه خرب البلاد وظلم العباد..
إنه يوم لا يستوي فيه من انتهت مدة حكمه والناس تودعه راضية بمعاملاته لهم ومعهم. تتمنى لو يطيل حكمه. ومن تودعه قائلة فيه: "مشية بلا رجعة إن شاء الله" أو "بالماء والشطابة حتى لقاع البحر"! أو دعوة تقول: سر لا سدد الله خطاك يا معوج، فلا عيش لك بين الأسوياء...
وهكذا هي الأيام، فاعتبروا يا أولي الألباب...
أحمد علي صدقي/المغرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire